أسباب ألم القلب المفاجئ

أسباب ألم القلب المفاجئ

القلب

يُعدُّ القلب عضوًا كثير الأهميَّة في الجسم، فهو المضخة الدموية التي تُؤمِّن التروية لجميع أجهزة الجسم ومن أكثرها أهميةً الدماغ، فهو نسيجٌ حساسٌ لنقص التروية الدموية حيث يكون أوَّل من يتأثر باضطراب عمل القلب، وتتظاهر أمراض القلب على شكل ألمٍ شديدٍ في الصدر ينتشر إلى الذراعين والرقبة، وقد يتظاهر على شكل إقياءاتٍ وألمٍ بطني، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ القلب يقاوم كثيرًا قبل الوصول لهذه المرحلة فهو قادرٌ على زيادة عمله بمقدار 10 أضعاف؛ وذلك للتغلب على المشاكل التي تعيق عمله، وفي هذا المقال سيتمُّ التحدث عن أهمِّ أسباب ألم القلب المفاجئ.

أسباب ألم القلب المفاجئ

تتعدد أسباب ألم القلب المفاجئ فمنها الالتهابية ومنها التنكسية وغيرها، وسبب هذا التعدد أنَّ القلب يحوي العديد من الأنسجة كالعضلات والألياف والأوعية الدموية والجهاز الناقل العصبي، وبالتالي فإنَّ كلَّ داءٍ يصيب أي نسيج من القلب يمكن أن يسبب ألمًا قلبيًا، وفيما يأتي سيتمُّ عرض أشيع أسباب ألم القلب المفاجئ:

الذبحة الصدرية

وهي تضيق في الأوعية الدموية للقلب يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب نفسها، وهذا يمكن أن يسبب الألم، وعلى الرغم من ذلك فإنَّه لا يتسبب في تلفٍ دائم للقلب، ولكنَّها تُعتبَر علامةً منذرةً لأزمةٍ قلبيةٍ في مرحلةٍ ما في المستقبل، وقد ينتشر الألم إلى الذراع أو الكتف أو الفك أو الظهر، بالإضافة إلى الشعور وكأنَّه ضغطٌ، كم أنَّه يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية عن طريق ممارسة الرياضة أو أثناء الضيق العاطفي، والجدير بالذكر أنَّ ألم الذبحة الصدرية يخف عند الراحة.[١]

احتشاء العضلة القلبية

ويُعدُّ من أهمِّ أسباب ألم القلب المفاجئ، وتتميز بألم الصدر الشديد، وتحدث عند توقف جريان الدم باتجاه القلب، ممَّا يؤدي لتنخر عضلة القلب وتلفها بشكل نهائي، ويكون العلاج هنا بهدف منع زيادة التلف، وتشمل علامات التحذير من نوبة قلبية:[٢]

  • ألمٌ مفاجئ في منتصف الصدر لا يزول بالراحة.
  • شعورٌ بالضغط على الصدر.
  • ألمٌ يدوم أكثر من بضع دقائق.
  • ألمٌ يشع في الكتف والعنق والذراعين والظهر والفك.
  • غثيانٌ أو دوخةٌ أو ضيقٌ في التنفس.

وهي حالةٌ طبيةٌ طارئةٌ، وكذلك فإنَّ الأفراد الذين يعانون من عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل أمراض الشرايين الإكليلية أو إصابةٌ سابقةٌ بالنوبات القلبية أو وجود السمنة أو السكري هم أكثر عرضة للإصابة بأزماتٍ قلبية.

التهاب العضلة القلبية

بالإضافة إلى ألم في الصدر قد يسبب التهاب عضلة القلب الحمى والتعب وتسرع نبض القلب وصعوبةٍ في التنفس، وعلى الرغم من عدم وجود انسداد يمكن أن تسبب أعراضًا تشبه أعراض الأزمة القلبية، وغالبًا ما يحدث عن الأطفال ولكن يمكن مشاهدته عند البالغين، وتكون الفيروسات من أشيع العوامل الممرضة المسببة له.[١]

اعتلال العضلة القلبية الضخامي

هذا المرض الوراثي يؤدي إلى نمو عضلة القلب بشكلٍ غير طبيعي، وفي بعض الأحيان يؤدي هذا إلى مشاكل في تدفق الدم إلى القلب، ممَّا يسبب ألمًا في الصدر وضيقًا في التنفس، وغالبًا ما تحدث عند ممارسة الرياضة، ومع مرور الوقت قد يحدث قصور القلب، وذلك عندما تصبح عضلته سميكةٌ للغاية، وهذا يجعل القلب يعمل بجدٍ لضخِّ الدم، بالإضافة لألم الصدر قد يتسبب هذا النوع من اعتلال عضلة القلب بالدوار والدوخة والإغماء وأعراض أخرى.[١]

تسلخ أو تمزق الأبهر

يُعدُّ تَسلُّخ الأبهر من أسباب ألم القلب المفاجئ الهامة، والتي تسبب ألمًا حادًا مفاجئًا في الصدر وأعلى الظهر، ويحدث بسبب تمدد الشريان الأبهر، الذي يؤدي إلى تمزقٍ داخل طبقات جداره وبالتالي تسمح للدم بالتسرب داخلها، ممَّا يتسبب في تدفق الدم منه إلى داخل الطبقات المتمزقة، وتشمل أعراض التسلخ الآتي:[٣]

  • ألمٌ مفاجئٌ وحادٌ ومستمرٌ في الصدر والجزء والعلوي من الظهر.
  • ألم في الذراع والرقبة والفك.
  • مشكلةٌ في التنفس.

ويجب أن تُعامَل هذه الأعراض كحالةٍ طارئةٍ، حيث يمكن أن يكون تسلخ الأبهر قاتلًا إذا لم يعالج في الوقت المناسب.

متى تجب زيارة الطبيب؟

يجب على الطبيب تقييم أيُّ ألمٍ متكررٍ في الصدر، وخاصةً إذا استمر الألم في الحدوث، وعلى الرغم من ذلك قد يكون ألم الصدر الذي يختفي ناتجًا عن التهابٍ بسيطٍ أو تشنجٍ عضلي، ويجب مراجعة الطبيب فورًا في الحالات الآتية:[٢]

  • ألمٌ شديدٌ مستمر.
  • الألم يزداد سوءًا تدريجيًا.
  • عند ترافق الألم مع دوخةٍ أو صعوبةٍ في التنفس أو ضيقٍ في الصدر.
  • إذا ترافق الألم مع شعورٍ بالضغط أو السحق في وسط الصدر.
  • مستمرٌ لأكثر من بضع دقائق.

تشخيص أسباب ألم القلب المفاجئ

ألم الصدر لا يشير دائمًا إلى نوبة قلبية، ولكن هذا ما سيختبره أطباء غرفة الطوارئ أولاً لأنَّه من المحتمل أن يكون الخطر الأكثر تهديدًا للحياة، وقد يتحققون أيضًا من أمراض الرئة المهددة للحياة، ومن الختبارات التشخيصية المجراة:[٤]

  • تخطيط القلب الكهربائي: يسجل هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب من خلال أقطابٍ كهربائيةٍ متصلة بالجلد، ويتمُّ القيام به لأنَّ عضلة القلب المصابة لا تجري نبضاتٍ كهربائيةٍ بشكلٍ طبيعي، فقد يُظهِر التخطيط أن الشخص قد أُصيب بنوبةٍ قلبيةٍ أو كان يعاني منها سابقًا.
  • تحاليل الدم: يطلبه الطبيب للتحقق من زيادة مستويات بعض البروتينات أو الإنزيمات الموجودة عادة في عضلة القلب، حيث أنَّ الأضرار التي لحقت بالخلايا القلبية بسبب نوبةٍ قلبيةٍ قد تسمح لهذه البروتينات أو الأنزيمات بالتسرب والازدياد في مجرى الدم.
  • الأشعة السينية للصدر: تسمح الأشعة السينية للصدر للأطباء بفحص حالة الرئتين وحجم وشكل القلب والأوعية الدموية الرئيسية، ويمكن لها أن تكشف عن مشاكل في الرئة مثل الالتهاب الرئوي.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يمكن للأشعة المقطعية اكتشاف جلطة دموية في الرئة أو التأكد من عدم الإصابة بتسلخ الأبهر.
  • تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية: يستخدم موجاتٍ صوتيةٍ لإنتاج فيديو للقلب أثناء الحركة، وقد يتمُّ استخدام الأمواج فوق الصوتية عبر المريء للحصول على مناظر أفضل لأجزاء مختلفةٍ من القلب.
  • تصوير الأوعية المقطعي المحوسب: يمكن استخدام أنواع مختلفة من الأشعة المقطعية لفحص شرايين القلب بحثًا عن انسداد، ويمكن أيضًا إجراء تصوير الأوعية الإكليلية بالأشعة المقطعية مع مادةٍ ظليلةٍ لفحص شرايين القلب والرئة بحثًا عن انسدادٍ ومشاكل أخرى.
  • اختبار الجهد: هناك العديد من أنواع اختبارات الجهد، لكن كلُّها تقيس كيفية استجابة القلب والأوعية الدموية للجهد، ممَّا قد يشير إلى ما إذا كان ألم صدرك مرتبطًا بالقلب.
  • قسطرة الشرايين الإكليلية: يساعد هذا الاختبار الأطباء على تحديد الشرايين المتضيقة أو المسدودة في القلب، حيث يتمُّ حقن مادةٍ ظليلةٍ سائلةٍ في شرايين القلب عبر أنبوبٍ طويلٍ رقيقٍ يتمُّ إدخاله من خلال شريانٍ في المعصم أو في الفخذ إلى الشرايين الموجودة في القلب، وبالتالي عندما تُملَأ الشرايين بالصبغة تصبح مرئيةً على الأشعة السينية.

علاج أسباب ألم القلب المفاجئ

يختلف العلاج اعتمادًا على ما يسبب ألم القلب، فكما تمَّ التوضيح سابقًا تتعدد أسباب ألم القلب المفاجئ وبالتالي تتعدد الطرق العلاجية، لذلك يجب تقصِّي الحالة بشكل جيد والتأكد من تشخيصها جيدًا قبل البدء بالعلاج، وتشمل الطرق العلاجية المتبعة:[٤]

  • موسعات الأوعية: كالنتروغليسرين الذي يتمُّ تناوله عادةً على شكل حبة تحت اللسان، ويقوم بتوسيع شرايين القلب، وبالتالي يمكن أن يتدفق الدم بسهولة أكبر عبر الأماكن الضيقة.
  • الأسبرين: إذا اشتبه الأطباء في أن الألم مرتبط بالقلب.
  • أدوية حل الجلطة: عند الإصابة بنوبة قلبية، حيث تعمل على حلِّ الجلطة التي تمنع الدم من الوصول إلى عضلة القلب.

فيديو عن أسباب ألم القلب المفاجئ

في هذا الفيديو يتحدث أخصائي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية الدكتور عمرو رشيد عن أسباب ألم القلب المفاجئ.