أسباب الشعور بالوحدة

أسباب الشعور بالوحدة

الوحدة

يعدّ هذا الشعور عالميًا، إذ يمكن للأفراد جميعًا الإحساس بهِ، وهو شعورٌ ذو مقياسٍ معقدٍ ومختلف من شخصٍ لآخر، تبعًا لعدم امتلاكه سببًا واحدًا، ومن هنا تنبثق أهمية إدراك أسباب الشعور بالوحدة، فالأمر بالتأكيد مختلف بين طفلٍ يواجه صعوبةٍ في اكتساب الأصدقاء، وبين رجلٍ توفّت للتوّ زوجتهُ على سبيل المثال، وبالرغم من كون العديد من المراجع تعرّف الوحدة بحالةٍ من العزلة وبقاء الشخص لوحده، لكن الخبراء يشرطون التشخيص بها حين يغدو الشعور بالعزلة والانفراد مؤثرًا ومغيرًا على الحالة العقلية، ويصنّف الشخص كمصاب بها حين يشعر بالأمر لأكثر من مرّة في الأسبوع الواحد، كما يحسّ المصاب بأنه فارغٌ وغير مرغوبٍ بهِ، مما يصعب التواصل مع الآخرين أيضًا.[١]

أسباب الشعور بالوحدة

تتضمّن المواقف المختلفة أسبابًا تشعر الشخص بالوحدةِ، فالعزلة الصحّية، الانتقال لبيتٍ جديدٍ، حدوث الطلاق أو موت أحد الأقرباء، كلها ظروف مصنفة ضمن أسباب الشعور بالوحدة، بالإضافة إلى أن هذا الإحساس قد يكون عرضًا للإصابة بالاضطرابات النفسية كالاكتئاب مثالًا، وقد ينبع هذا الشعور جرّاء عوامل داخليّةٍ، كقلة الوعي بالذات واحترامها، بحيث إن الأشخاص قليلي الثقة بأنفسهم يتملكهم إيمان بقلة استحقاقهم للاهتمام والتقدير من الآخرين، وقد يدفع هذا إلى تحويل الشعور ليصبح مزمنًا.[١]

عمل الشخص من البيت

فعمل الشخص من البيت يؤدي إلى صعوبة التحدّث عن أحواله وانعدام العلاقات التي تحمل معنى يُغني حياة الفرد، كلّها تدرج تحت أسباب الشعور بالوحدة، فقد يحسّ الشخص بكونه غير مقربٍ من أحد ما، بالرغم من الوقت الطويل الذي يقضيه برفقته، ويسهم قضاء الوقت مع المرتبطين أو العائلات بالأمر حين يكون الشخص أعزبًا، ويعدّ العيش بتأثير من الأمراض الجسدية أو العقلية عاملًا يزيد فرص الحدوث.[٢]

التقدم في المراحل العمرية

فإن أصدقاء الطفولة يصبحون أقلّ عددًا وتتلاشى الصلات بينهم، ثمّ يحلّ مكانهم الزملاءُ في العمل أو الدراسة، والذين يساندون بعضهم البعض في سبيل الوصول لأهدافهم، وتعدّ كثرة العلاقات التي تقوم بأدوارٍ وظيفيةٍ فعّالة ضمن البيئة المحاطة بالشخص، أي الفئة التي تحقق أهدافًا عملية أكثر مما تحققه على صعيد الشعور، فئةً لا تدفع المرء لتجنب الأمر، بل تصنف سببًا ضمن أسباب الشعور بالوحدة،
وفي إحدى الدراسات النرويجية، التي أجريت على أشخاص ضمن المرحلة العمرية ما بين 18-79 عامًا، تحدّث المختصّ عن أقل نسبٍ من الإحساس بالوحدة عندما يهنأ الشخص براحة البال والبهجة، أي حينما لا تزال الذكريات المتعلقة بخلو المرء من الهمّ حاضرة في ذهنهِ، كما إن اعتناء الشركاء بأولادهما أو اعتناءهما بوالديهم في حال الإعاقة أو المرض، يعدّ عاملًا مسببًا للاحباط والشعور بالوحدة، بالأخص حين يقارن الشخص التزاماته الحالية المُقَيّدَةَ لهُ مع الحرية التي كان يتمتع بها في وقتهِ أثناء رفقته للأصدقاء، ويصل الإحساس بالوحدة أقاصيه في الخمسينات من العمر، إذ يبدأ المرء تفكيره بالوفاةِ، وتدخل المرأة سن اليأس، بالإضافة إلى ازدياد إمكانية حدوث الأمراض؛ كارتفاعِ ضغط الدم، السكّري والتهاب المفاصل، فكّل هذا قد يسهم بالشعور بالوحدة، ووقوع نتائج غير مرضيةٍ على صعيد العلاقات.[٣]

أعراض الشعور بالوحدة

يبدأ الأمر بالحزنِ، استشعار الفراغ، وغياب أمرٍ مهم من مهشد الحياة اليومية عند قضاء الوقت مع الذات، وهنالك العديد من الأعراض التي تظهر الإصابة وبدء تحوّلها لمزمنة، وفي الآتي ذكرها:[٢]

  • النقص في طاقة الجسد.
  • عدم القدرة على التركيز، والتّشوش.
  • حدوث الأرق، مما يتقاطع مع النوم الصحّي.
  • فقدان الشهية للطعام أو نقصها.
  • شكّ المرء بنفسه، وشعوره بانقطاع الأمل.
  • تصاعد ميل الإنسان للمرضِ.
  • الشعور بالإجهاد وآلام الجسد.
  • انتياب القلق والتوتر، بالإضافة لعدم الراحة للمصاب.
  • ازدياد الميل للتسوّق ومشاهدة الأفلام.

فيديو عن أسباب الشعور بالوحدة

تنتج الوحدة من عدم مشاركة الآخرين الحياة الاجتماعيّة، هذا ما يتحدّث به أخصائي الطب النفسي الدكتور أحمد الدباس، شارحًا أسباب شعور المرء بالوحدةِ ضمن الفيديو المدرج تاليًا، والعوامل المؤدية للأمر[٤]: