أسباب الناسور العصعصي

أسباب الناسور العصعصي

ما هو الناسور العصعصي

إنّ الناسور العصعصي هو تشكّل كيسي مليء بالشعر والبشرة والمخلّفات الأخرى، ويتشكّل بشكل نموذجي أعلى الردفين، وفي المنتصف تمامًا ضمن الشقّ الذي يفصل جانبي الردفين عن بعضهما، ومن الممكن أن تتجمّع الجراثيم ضمن هذا الكيس في سياق الإنتان، مع ما يرافق هذا الأمر من تشكّل للقيح أو الخرّاج، وتتضمّن أسباب الناسور العصعصي الجلوس لساعات طويلة، كالعمل في المكتب أو قيادة الشاحنات لفترات طويلة، كما أنّ نوعية الشعر يمكن أن تؤثّر في هذا الأمر، كامتلاك شعرٍ قاسٍ وسميك، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أسباب الناسور العصعصي وعوامل الخطر لحدوثه، كما سيتم التطرّق لطرق العلاج والوقاية منه. [١]

أسباب الناسور العصعصي

لا يُعدّ سبب تشكّل الناسور العصعصي واضحًا تمامًا، فقد تمّ الاعتقاد مسبقًا أنّ هذه المشكلة تنشأ منذ الولادة عند ارتكاز بعض الخلايا الجنينية في المراحل الباكرة في منطقة خاطئة، كما تمّ الاعتقاد أيضًا أنّ هذا المرض ينتج عن الرضوض المتكرّرة على المنطقة، إلّا أنّه يُعتقد حاليًا أنّ المجموعات الصغيرة من الشعر ومخلّفات الجسم -كمناطق الجلد الميّت والبكتيريا– يمكن أن تتراكم في المنطقة، وتسدّ المسامات الجلدية الموجودة أعلى الشقّ بين الردفين، وتشكّل ما يُعرف بالناسور، أو الجيب، والذي ينمو ويكبر بحجمه ليؤدّي في المحصّلة إلى تشكيل الخرّاج، وينمو هذا الخرّاج تحت الجلد، ومن الممكن أن يؤدّي إلى حدوث الندبات، والتي بدورها يمكن أن تُصاب بالإنتانات بشكل متكرّر. [٢]

عوامل الخطر لتشكّل الناسور العصعصي

عند الحديث عن أسباب الناسور العصعصي، لا بدّ من ذكر بعض العوامل التي تزيد من نسبة حدوثه، وهذه العوامل لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالناسور العصعصي بمجرّد امتلاكها، وإنّما يمكن أن ترتفع نسبة الإصابة بهذه المشكلة عند وجود هذه العوامل، وتتضمّن عوامل الخطر لتشكّل الناسور العصعصي ما يأتي: [٣]

  • الجنس المذكّر.
  • يشيع الناسور العصعصي بشكل أكبر عند الأشخاص في العشرينيات من عمرهم.
  • البدانة.
  • نمط الحياة الخامل وغير النشيط.
  • المهن التي تتطلّب الجلوس لفترات طويلة.
  • كثافة شعر الجسم.
  • الشعر القاسي أو الخشن.

أعراض الناسور العصعصي

بعد الحديث عن أسباب الناسور العصعصي والتطرّق إلى عوامل الخطر التي تزيد من حدوثه، يمكن الحديث عن الأعراض التي يمكن أن ترافق هذه المشكلة، وقد لا يشعر الشخص بوجود أعراض واضحة في البداية، إلّا وجود منطقة صغيرة على سطح البشرة في المنطقة، ولكن وعندما تُصاب هذه المنطقة بالإنتان، فإنّها سرعان ما تتطوّر لتشكّل كيسًا مليئًا بالقيح أو خرّاجًا، وتتضمّن أعراض الإنتان المشاهدة بشكل عام في سياق الناسور العصعصي ما يأتي: [٤]

  • الألم المرافق للجلوس أو الوقوف.
  • تورّم الكيس.
  • احمرار البشرة المحيطة بالمنطقة وتهيّجها.
  • القيح أو الدم النازف من الخرّاج، ممّا يتسبّب برائحة كريهة.
  • بروز الشعر من المنطقة.
  • تشكيل أكثر من مسار ناسوري واحد، أو أكثر من ثقب ضمن البشرة.
  • وقد يعاني الشخص من حمّى منخفضة الدرجة، إلّا أنّ هذا الأمر يُعدّ نادرًا.

علاج الناسور العصعصي

إنّ العلاج الأساسي والأولي للناسور العصعصي عادة ما يكون عن طريق عمل جراحي يمكن أن يُجرى ضمن عيادة الطبيب، فبعد تطبيق التخدير الموضعي، يقوم الطبيب بإجراء شقّ جراحي صغير من أجل تفريغ الكيسة، وعند عودة تشكّل الكيسة ونكسها -والذي يُعدّ أمرًا شائعًا-، يمكن أن يحتاج المريض لإجراء الخيارات الجراحية الأكثر فعالية، والتي تُزيل الكيسة بشكل كامل، وبعد إزالة الكيسة، يمكن أن يملك الطبيب خيارين بعد الجراحة: [٥]

  • ترك الجرح مفتوحًا: وفي هذا الخيار، يُترك الجرح بعد العملية مفتوحًا ويُضمّد بالشاش الذي يسمح له بالعلاج من الداخل إلى الخارج، وهذا ما يتطلّب فترة شفائيّة كبيرة نسبيًا، إلّا أنّ هذا الخيار عادة ما يكون مترافقًا مع نسب أقلّ لعودة الناسور العصعصي.
  • إغلاق الجرح بالغرسات: وبينما تكون فترة الاستشفاء قصيرة في هذا الخيار، إلّا أنّ نسبة نكس الناسور تُعدّ أعلى من السابق.

كما أنّ العناية بالجرح تُعدّ أمرًا فائق الأهمية بعد الجراحة، حيث يقوم الطبيب بإعطاء المريض التعليمات التفصيلية والتي تُساعده في معرفة كيفيّة تغيير الضماد، والأشياء المتوقّعة أثناء فترة الاستشفاء الطبيعية، والفترة الواجب مراجعة الطبيب فيها، كما من الممكن أن يُنصح المريض بحلق المنطقة المحيطة بالجرح لمنع الشعر من الدخول إليه. [٥]

العلاجات المنزلية للناسور العصعصي

تهدف العلاجات المنزلية بشكل رئيس إلى تخفيف الألم والتورّم المرافقين للناسور العصعصي، وتتضمّن هذه العلاجات -بغضّ النظر عن أسباب الناسور العصعصي- تطبيق بعض المستحضرات والقيام ببعض الإجراءات التي يمكن أن تخفّف من الأعراض، حيث يمكن القيام بما يأتي:[٢]

  • مغاطس الماء الدافئ.
  • المتمّمات الغذائية الحاوية على فيتامين C وكذلك الزنك.
  • تطبيق الزيوت الأساسية مثل زيت شجرة الشاي وزيت الميرمية.
  • تطبيق زيت الخروع على الآفة لمحاولة تخفيف الحالة الالتهابية.
  • الوسادة التي تدعم منطقة العصعص يمكن أن تؤمّن راحة عند الجلوس.
  • التمارين الرياضية الدورية يمكن أن تُساعد في تحسين التروية الدموية، والذي يُساعد بشكل رئيس في عملية الشفاء.

كما يُنصح في بعض الأحيان بتطبيق الثوم بشكل مباشر على الكيسة لمنع حدوث الإنتان، إلّا أنّ هذا الأمر يمكن أن يكون مخرّشًا للغاية للبشرة والجرح المفتوح، وتجب استشارة الطبيب قبل تطبيق أيّ من المستحضرات العشبية والطبيعية، فبعضها يمكن أن يتعارض مع الأدوية التي يتمّ استخدامها. [٢]

الوقاية من الناسور العصعصي

تمكن الوقاية من الناسور العصعصي بالابتعاد عن أسباب الناسور العصعصي وعوامل الخطر التي يمكن تعديلها، حيث تتضمّن الإجراءات الوقائية من هذه المشكلة في البداية استخدام المنظّفات الجسدية المناسبة للمنطقة، وإبقاء المنطقة نظيفة وخالية الشعر، بالإضافة إلى تخفيف الوزن وتجنّب الملابس التي تحصر منطقة العصعص، فهذه من الأمور التي تقي من حدوث الإنتان في المنطقة، كما أنّ الوقاية من الناسور العصعصي تتضمّن الجلوس بوضعية سليمة، واستخدام الوسادات التي تُبقي الضغط بعيدًا عن منطقة حدوث المشكلة. [٢]

فيديو عن أعراض الناسور وأسبابه

في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الجراحة العامة وجراحة المناظير الدكتورة ندى عبد الباقي عن أسباب الناسور العصعصي وتتطرّق إلى أعراضه، كما تشرح الآلية التي يحدث فيها هذا الناسور: [٦]