أسباب جفاف الحلق والبلعوم

أسباب جفاف الحلق والبلعوم

جفاف الحلق

يعد جفاف الحلق من أكثر الشكاوى شيوعًا خاصةً في فترة الشتاء، وذلك بسبب الجو الجاف والمناسب لانتقال الفيروسات والجراثيم وعدوى الجهاز التفسي، ولأن الحلق بوابة القناة الهضمية والتنفسية، فإنّ جفافه أو التهابه يتسببان بأعراض مزعجة للمريض، وتعمل الغدد اللعابية المنتشرة في الفم وتحت اللسان على إفراز اللعاب والسوائل التي تعمل على ترطيب الحلق باستمرار، ويعرض هذا المقال أهم المعلومات عن مكونات اللعاب وأسباب جفاف الحلق وطرق علاجه والتعامل معه وعلاقته بمرارة الفم.

مكونات اللعاب

اللعاب هو سائل صافٍ مصنوع من عدة غدد في منطقة الفم، واللعاب هو جزء مهم من الجسم السليم، ويتكون اللعاب بنسبة 99.5% من الماء، أما ال 0.5% المتبقية فهي عبارة عن بروتينات سكرية، وإنزيمات هاضمة للسكريات، ومركبات أيونية، وأجسام مناعية، وتكمن أهمية اللعاب في عدة نقاط منها: [١]

  • يحافظ على رطوبة الفم.
  • يساعد على المضغ والتذوق والبلع.
  • يحارب الجراثيم في الفم ويمنع رائحة الفم الكريهة.
  • يحتوي على البروتينات والمعادن التي تحمي مينا الأسنان وتمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة.

أسباب جفاف الحلق

يوجد لجفاف الحلق أسباب عديدة ومختلفة، منها ما هي أسباب بيئية ومنها ما هي أسباب مرضية بحاجة إلى تشخيص مناسب وعلاج، وفيما يأتي أهم هذه الأسباب ونبذة عن كلٍّ منها: [٢]

  • الحساسية الموسمية: يتأثر حوالي 30 إلى 40 في المائة من سكان العالم بالحساسية، وعندما يعاني شخص ما من الحساسية الموسمية، ستتسبب المواد الموجودة في بيئته باستجابة مفرطة من جهاز المناعة لديه، وتشمل هذه المحفزات الغبار وبعض الأطعمة وشعر الحيوانات، وتسبب هذه المواد المثيرة لحساسية الجهاز المناعي في إطلاق مادة كيميائية تسمى الهيستامين، وبالإضافة لجفاف الحلق، فقد يسبب الهيستامين في تفاعل في احتقان الأنف والسيلان والسعال والحكة الجلدية.
  • النوم مع الفم مفتوح: إذا كان الشخص ينام مع فتح فمه، فقد يستيقظ مع جفاف في الحلق، ويحدث هذا أيضًا إذا بدأ الشخص في التنفس عبر فمه عندما يكون نائمًا، فعندما يترك الفم مفتوحًا، يجفف الهواءُ اللعابَ الذي ينتجه الشخص للحفاظ على رطوبة فمه، ونتيجةً لذلك يمكن للشخص أيضًا أن يعاني من الشخير أثناء النوم، ومن رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ.
  • الجفاف: عندما يكون الشخص مصابًا بالجفاف، قد سيعاني من جفاف الحلق، ويرافق ذلك العطش الشديد، وقلة التبول، والتعب والدوخة.
  • نزلة البرد: قد يكون الحلق الجاف من أعراض نزلات البرد، ونزلات البرد الشائعة هي عبارة عن عدوى تنتج عن إحدى الفيروسات المختلفة.
  • الإنفلونزا: قد يكون جفاف الحلق أو التهابه أحد أعراض الإنفلونزا، والإنفلونزا هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، وتعتبر الإنفلونزا أكثر خطورة من نزلات البرد، وقد يحتاج الشخص المصاب بالإنفلونزا إلى الراحة في السرير.
  • كثرة الوحيدات العدوائي: قد يكون الحلق الجاف والمتقرح من أعراض مرض كثرة الوحيدات العدوائي، وهو مرض ينتج عادةً بسبب الإصابة بعدوى بفيروس إبشتاين-بار، ويتم انتقاله بشكل متكرر عبر السوائل الجسدية للشخص، حيث يعتبر انتقاله في اللعاب شائعًا جدًا، ولذلك كثيرًا ما يعرف داء كريات الدم البيضاء الأحادية بمرض التقبيل.
  • الارتداد المريئي: قد يكون جفاف الحلق علامةً من آثار تعرضه بشكل متكرر لحمض المعدة، وفي الارتداد المريئي يكون الصمام العضلي المريئي السفلي ضعيفًا بحيث يسمح بارتجاع الطعام والحمض من المعدة إلى المريء والحلق.

علاقة جفاف الحلق بمرارة الفم

إن أحد أهم مكونات اللعاب الذي تفرز الغدد اللعابية الموجودة في السقف السفلي للفم تحت اللسان وعلى زوايا الفم هو البروتينات السكرية، وتعطي هذا البروتينات مذاقًا حلوًا لسائل اللعاب، كما يحتوي اللعاب على إنزيم هضم المواد السكرية أميليز (Amylase)، أي أنّ الكربوهيدرات والسكريات يبدأ هضمها في الفم، وربما يكون غياب هذه الخصائص التي تحملها مكونات اللعاب عند جفاف الحلق هي السبب في الشعور بمرارة الفم. [١]

علاج جفاف الحلق

ينصح بشرب السوائل التي ترطب الحلق، مثل الماء أو المشروبات الدافئة، ويجب تجنب المشروبات الغازية والقهوة التي تحتوي على الكافيين، والتي يمكن أن تسبب فقدان المزيد من المياه في الجسم، ومن العلاجات الطبية لجفاف الحلق: [٣]

  • الأدوية المضادة للهيستامين.
  • البخاخات الأنفية الستيرويدية المضادة للاحتقان.
  • قطرات العين المرطبة.
  • العلاج المناعي للحساسية.

طرق الحد من جفاف الحلق والبلعوم

يسبب الحلق الجاف عادة حكة أو تهيج في البلعوم، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى صعوبة وألم عند البلع، ويمكن لبعض العلاجات المنزلية في كثير من الأحيان الحد من جفاف الحلق وأعراضه المزعجة: [٤]

  • الغرغرة بالماء المالح: الملح يثبط نمو بعض الجراثيم المسببة للأمراض ويمكن استخدامه بأمان لتنظيف الفم والحلق ولتخفيف الجفاف والتهيج، فالغرغرة بماء دافئ ومالح مرة أو مرتين في اليوم قد تهدئ من جفاف الحلق، وينصح بالغرغرة لمدة 30 إلى 60 ثانية، ثم يبصق السائل في الحوض.
  • العسل والشاي: العسل له آثار مطهرة طبيعية ومهدئة، بالإضافة إلى نسيجه السميك الذي يغطي الحنجرة وقد يساعد في تخفيف الجفاف والتهيج، والعسل الممزوج بالشاي الساخن قد يساعد أيضًا في تخفيف أعراض جفاف الحلق والتهابه.
  • شرب السوائل: كما ذكر سابقًا فإن الحلق الجاف يمكن أن يكون أحد أعراض الجفاف، لذلك يمكن لشرب الكثير من السوائل يمكن يهدئ من جفاف الحلق ويخفف من تهيجه، ويجد البعض السوائل الساخنة أكثر فاعليةً، بينما يفضل آخرون السوائل الباردة.
  • مرطبات الهواء: الرطوبة الداخلية للمنزل غالبًا ما تكون منخفضة خلال الأشهر الباردة بسبب استخدام التدفئة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف وتهيج في الحلق، لذلك فإنّ استخدام مرطب لإضافة الرطوبة إلى الهواء في المنزل قد يخفف من جفاف الحلق، وخاصةً أثناء النوم.
  • الحلوى الصلبة: إنّ امتصاص الحلوى الصلبة يهدئ الحلق الجاف عن طريق ترطيب الأنسجة مباشرةً وتحفيز إنتاج اللعاب، وينصح باختيار الحلويات الخالية من السكر والمرطبات لتجنب تعريض الأسنان للسكر لفترات طويلة، كما أنّ مضغ العلكة الخالية من السكر قد يكون كافيًا.

 

فيديو عن أسباب جفاف الحلق والبلعوم والإجراءات الوقائية اللازمة

في هذا الفيديو تتحدث أخصائية طب وجراحة العيون الدكتورة ديما العتوم عن أسباب جفاف الحلق والبلعوم والإجراءات الوقائية اللازمة. [٥]