أسباب مرض الأنيميا

أسباب مرض الأنيميا

مرض الأنيميا

يحدث مرض الأنيميا عندما يحصل انخفاض كبير في عدد خلايا الدم الحمراء السليمة الموجودة في الجسم، فخلايا الدم الحمراء مسؤولة عن نقل الأكسجين إلى جميع خلايا وأنسجة الجسم المختلفة، لذلك فإنّ انخفاض عددها يؤدّي إلى أن انخفاض كمية الأكسجين في الدم، بحيث تكون غير كافية لحاجة الجسم والقيام بعملياته الحيوية المختلفة، لتظهر العديد من أعراض مرض الأنيميا المختلفة، وتُعتبر النساء والأشخاص المُصابون بأمراض مزمنة كأمراض السرطان، من الفئة الأكثر خطورة للإصابة بمرض الأنيميا.

أعراض مرض الأنيميا

تختلف أعراض مرض الأنيميا وتتعدد في طبيعتها، كما قد ترتبط بالسبب المؤدّي لحدوث الأنيميا، لتظهر أعراض مميزة حسب السبب، ولكن هنالك عدد من الأعراض المشتركة بين الأنواع المختلفة لمرض الأنيميا، بغض النظر عن الأسباب المختلفة المؤدية له، وفيما يأتي ذكر لها: [١]

  • الشعور بالتعب العام في الجسم.
  • الإحساس بضيق في النفس.
  • الشعور بالدوخة.
  • الشعور بالصداع.
  • الإحساس بالبرد.
  • ضعف عام في الجسم.
  • ظهور الجلد أو البشرة بلون شاحب.

 أسباب مرض الأنيميا

إنّ مرض الأنيميا يتميّز بنقص كمية الأكسجين التي يحملها الدم، وينقلها لأجزاء الجسم المختلفة، وتتعدد الأسباب المؤدية لذلك، ولكن السبب الأكثر شيوعًا لمرض الأنيميا هو عدم توافر كمية كافية من عنصر الحديد في الجسم، أو الدم على وجه الخصوص، فالحديد ضروري في عملية إنتاج وصنع الهيموجلوبين في الدم، وهو عبارة بروتين الدم الغني بعنصر الحديد، والذي يعطي الدم لونه الأحمر المميّز، ويكون مسؤولاً عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى بقية أجزاء وأعضاء الجسم. [٢]

ومن الممكن تحديد الأسباب الرئيسة المؤدية لمرض الأنيميا بما يأتي:

  • حدوث فقدان لكميات من الدم.
  • حدوث نقص في عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • موت خلايا الدم الحمراء أو تدميرها بمعدّلات عالية جدًّا غير طبيعية.

كما يمكن أن تتسبب بعض الحالات الصحية أو الظروف التي يمر بها الجسم للإصابة بمرض الأنيميا، وقد يشمل ذلك ما يأتي:

  • فترات الحيض أو الطمث الغزير.
  • الحمل.
  • الإصابة بقرحة في المعدة.
  • الإصابة بأورام حميدة في القولون أو سرطان القولون.
  • الاختلالات الوراثية.
  • تناول النظام الغذائي المُحتوي على كمية غير كافية من عنصر الحديد، حامض الفوليك أو فيتامين B12.
  • الإصابة باضطرابات في الدم: كنوع الأنيميا المنجلية، الثلاسيميا أو السرطان.
  • الإصابة بنوع الأنيميا اللاتنسجية: وهي حالة مَرَضية يمكن أن تكون وراثية أو مُكتَسبة.
  • الإصابة بمرض التفوُّل:  وهو عبارة عن حالة اضطراب استقلابي تنتج عن نقص في إنزيم G6PD.

تشخيص مرض الأنيميا

فيما يتعلّق بتشخيص مرض الأنيميا تتوافر عدّة طرق مختلفة لهذا الغرض، ولكن الطريقة الأكثر شيوعًا هي فحص الدم من النوع الذي يُعرَف باسم تعداد الدم الكامل أو CBC، يتم فيه قياس عدد من مكونات وخلايا الدم المختلفة، بما في ذلك قياس مستويات الهيموغلوبين والهيماتوكريت، أو قياس معدّل حجم خلايا الدم الحمراء بالنسبة للحجم الكلي للدم، وبالاعتماد على هذا النوع من الفحوص، يمكن الإشارة إلى صحة المريض بشكل عام، وتحديد أية إمكانية أو عوامل خطورة متوافرة لديه يمكنها أن تزيد من احتمالية إصابته بأمراض أخرى، كاللوكيميا أو أمراض الكلى.

وبحسب نتائج فحص تعداد الدم الكامل يمكن تحديد احتمالية الإصابة بمرض الأنيميا، فإذا كانت خلايا الدم الحمراء، الهيموجلوبين ومستويات الهيماتوكريت في مستويات أقل من الطبيعية، تكون الاحتمالية كبيرة بالإصابة بمرض الأنيميا، وبالرغم من ذلك لا يمكن الاعتماد على هذا الفحص للتشخيص بشكل أكيد، فمن الممكن أن تكون خلايا الدم بمواصفات خارج الوضع الطبيعي لها، ولكنها ما تزال صحية غير مسببة للمرض.[٣]

علاج مرض الأنيميا

إنّ علاج مرض الأنيميا بشكل عام يعتمد على السبب المؤدّي لحدوثه، فإذا كان ناتج من عدم توفر كمية كافية من عنصر الحديد، فيتامين B12 وحامض الفوليك، يتم علاجه باستخدام المكملات الغذائية من ذات النوع الحاصل فيه نقص في الجسم، وقد يتم اللجوء إلى الحُقَن في بعض الحالات، خاصةً في حالة نقص فيتامين B12 بسبب عدم امتصاصه بشكل كامل وكافي من الجهاز الهضمي، ويُضاف للمكمّلات الغذائية الحاجة للالتزام بنظام غذائي يحتوي على كميات كافية ومناسبة من العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك الفيتامينات، المعادن والمواد الغذائية الأخرى، فالنظام الغذائي السليم يلعب دورًا هامًّا في المساعدة في منع الإصابة بهذا النوع من مرض الأنيميا، أو حتى منع الإصابة المتكررة به.

وتجدر الإشارة إلى أنّه وفي بعض الحالات التي تكون فيها درجة مرض الأنيميا شديدة، يتم اللجوء إلى حقن الإريثروبويتين والذي يهدف لزيادة إنتاج وصنع خلايا الدم الحمراء في منطقة نخاع العظم من الجسم، كما لا بد من القيام بنقل الدم في الحالات يحدث فيها نزيف، أو ينخفض فيها مستوى الهيموجلوبين بشكل ملحوظ.[٤]

الوقاية من مرض الأنيميا

من أهم سُبُل الوقاية من الإصابة بمرض الأنيميا، الالتزام بأنظمة غذائية صحية ومتوازنة، الأمر الذي يُساهم بشكل كبير في منع حدوث أي نقص في العناصر الغذائية المهمة في الجسم، والضرورية في عملية إنتاج مكونات الدم الصحية، خاصةً عنصر الحديد، فيتامين B12 وحمض الفوليك، حيث يتمثّل النظام الصحي بتناول العديد من الأطعمة كالكبد، اللحوم الحمراء، الفاصوليا، العدس، السمك، الفواكه المجففة والخضار الورقية الخضراء الغامقة، كما تشمل منتجات الألبان والأجبان، البيض، الموز والسبانخ الغنية بكل من فيتامين B12 وحمض الفوليك، واللذان من الضروري توافرهما في الجسم للمُساهمة في عملية إنتاج كريات الدم الحمراء.

ويُضاف لما سبق من المواد الغذائية الخبز المعزز، الحبوب والمعكرونة التي تحتوي على المعادن الضرورية، فيتامين B12 وحمض الفوليك، فضلاً عن الحمضيات بأنواعها المختلفة لاحتوائها على كميات عالية من فيتامين C، الذي من الضروري توافره أيضًا في الجسم، لكن لا يكفي النظام الغذائي الصحي، السليم والمتوازن في الوقاية من الإصابة بمرض الأنيميا، بل لا بد من القيام بعلاج السبب الأساسي المؤدي للإصابة به، حيث يساعد ذلك في منع حدوث إصابة مستقبلية بالمرض، فقد يكون لتناول بعض أنواع الأدوية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بمرض الأنيميا، لذلك في هذه الحالة لا بد من مراجعة الطبيب لبحث إمكانية استبدال الدواء بنوع آخر، لا يكون لديه هذا النوع من الآثار الجانبية غير المرغوب بها.

كما يمكن أن ينتج مرض الأنيميا من الإصابة بالعديد من الحالات المَرَضية الأخرى، والتي يكون لها دور في التأثير على الدم ومكوّناته، لذلك فإنّ علاج هذه الحالات المَرَضية بشكل أساسي ستساعد بشكل كبير في منع الإصابة بمرض الأنيميا في المستقبل. [٥]

فيديو عن أسباب مرض الأنيميا

يُنصَح بمشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدث به استشاري الدم والأورام الدكتور علاء عداسي عن أسباب مرض الأنيميا: [٦]