أعراض مرض الجرب

أعراض مرض الجرب

مرض الجرب

ينتج مرض الجرب بسبب إصابة طبقة الجلد في الجسم بعدوى ناجمة عن جرثومة أو حشرة العثّ، أو ما يُعرَف بجرثومة سوس حكة الإنسان، حيث تقوم هذه الجرثومة المجهرية الحجم، بخلق جحور داخل  الطبقة العُليا من الجلد، لتعيش وتضع بيوضها فيها، ومما يجدر ذكره أن جرثومة العث تتواجد في جميع أنحاء العالم، حيث تؤثر على مختلف الأشخاص بجميع أعراقهم وطبقاتهم الاجتماعية، ولكن مرض الجرب يمكنه أن ينتشر بسرعة أكبر، بين الجموع في ظروف الازدحام، بسبب كثرة الاتصال الجسدي وملامسة الجلد بين الناس في هذه الظروف.

أعراض مرض الجرب

تتعدد العلامات والأعراض المُصاحبة لحالة مرض الجرب، ولكن من أكثر الأعراض المميزة والشائعة للمرض الحكة الشديدة، والتي تزداد سوءًا خلال ساعات الليل، بحيث يمكنها أن تكون شديدة ومستمرة لتمنع الشخص المُصاب من النوم، كما يمكن أن يُصيب مرض الجرب أي جزء من الجسم، ولكن العثّ وهو المُسبب للمرض يميل إلى التواجد في بعض مناطق الجسم وبالتالي إصابتها بالمرض، وتشمل تلك المناطق الأكثر عُرضة لحالة مرض الجرب اليدين وخاصة في الجزء الموجود بين الأصابع وحول الأظافر، الإبطين، المرفقين، المعصمين بالإضافة إلى مناطق الجلد التي يتم تغطيتها في العادة بالملابس بشكل دائم كمنطقة لوحي الكتف، منطقة الفخذين، الثديين، منطقة الخصر ومنطقة الأرداف.

يُضاف لما سبق مناطق الجسم التي غالبًا ما تُوضَع عليها المجوهرات كالساعات، الأساور أو الحلقات، أمّا إذا أُصيب الأطفال الصغار والرضع بحالة مرض الجرب، فقد تؤثّر الحكة ويظهر الطفح الجلدي على منطقة الرأس، الوجه، العنق، باطن اليدين والقدمين، كما يميّز الطفح الجلدي الناتج من مرض الجرب لدى الرضع والأطفال الصغار بكونه أكثر احمرارًا، وشموله على بثور بحجم أكبر. [١]

أسباب مرض الجرب

إن السبب الأساسي في حدوث مرض الجرب هو الإصابة بعدوى جرثومة ساركوبيس سرابيتي، وهي الجرثومة أو العث المعروف أيضًا باسم سوس الحكة لدى الإنسان، حيث تختبئ هذه الجرثومة تحت الجلد، ثم تضع الأنثى منها البيوض التي تنتجها هناك، لتنتقل اليرقات بمجرد أن تفقس هذه البيوض إلى سطح الجلد، تنتشر عبر الجسم أو تنتقل لشخص آخر عن طريق التلامس أو الاتصال الجسدي القريب.

ومما يجدر ذكره أن العثّ المُسبب لحالة مرض الجرب لا يُصيب البشر فقط، بل يمكن أن يُصيب الكلاب والقطط أيضًا، ولكنه يكون من نوع وفصيلة أخرى، لذلك قد يُعاني الإنسان من رد فعل جلدي بدرجة خفيفة وعابرة نتيجة التلامس مع نوع العث الذي يُصيب الحيوانات، وفي حالات نادرة جدًا قد يؤدي التلامس مع هذا النوع من العثّ إلى إصابة الإنسان بحالة مرض الجرب بشكل كامل.

وكما سَبق ذكره آنفًا، مرض الجرب هو مرض شديد العدوى حيث ينتشر عند ملامسة الجلد المُصاب بشكل مباشر، أو عند استخدام منشفة، فراش أو أثاث موبوء بجرثومة العثّ، لذلك تزيد احتمالية الإصابة بحالة مرض الجرب عند بعض الأشخاص، بحيث يشمل ذلك ما يأتي: [٢]

  • الأطفال الذين يتواجدون في دور الحضانة أو المدرسة بشكل عام.
  • أهالي الأطفال الصغار.
  • الأفراد النشطين جنسيًا.
  • الأفراد الذين يتواجدون في دور الرعاية الدائمة.
  • كبار السن.
  • الأشخاص المُصابين بضعف في جهاز المناعة، كالأشخاص المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الأشخاص الذين يخضعون لعملية زراعة جزء أو عضو معيّن في الجسم، بالإضافة للأشخاص الذين يتناولون أنواع الأدوية المضادة للمناعة.

تشخيص مرض الجرب

يمكن للطبيب القيام بتشخيص مرض الجرب ببساطة من خلال إجراء الفحص الجسدي، بحيث يتفقّد المنطقة المصابة في الجلد، كما يمكن اللجوء في بعض الحالات إلى إزالة العثّ من الجلد وذلك باستخدام إبرة، بهدف التأكيد على تشخيص المرض، ولكن في حالة صعوبة الحصول على العثّ، سيتم كشط جزء صغير من الجلد بهدف الحصول على عينة من النسيج، ليتم فحصها فيما بعد للبحث عن وجود عث مرض الجرب أو بيوضه، ليتم بذلك التأكيد على الإصابة بالمرض. [٣]

علاج مرض الجرب

إنّ هدف علاج مرض الجرب هو القضاء على العث المُسبب له، وذلك باستخدام دواء خاص يُعرَف باسم مبيد الجرب، والذي يُصرَف فقط بوصفة طبية، أمّا العلاجات الأخرى التي تشمل بعض الكريمات والمنتجات، التي تهدف للمساعدة في تقليل أو تخفيف الأعراض المُصاحبة لحالة مرض الجرب كالحكّة، والتي تُصرَف دون الحاجة لوجود وصفة طبية، هي لا تعمل على قتل العث. [١]

علاج مرض الجرب بالكريمات

في حالات مرض الجرب من النوع غير المتقشر، قد يصف الطبيب دواء موضعي للمريض، بحيث يُعتبر الكريم المُحتوي على مادة البيرميثرين من الأدوية الموضعية الأكثر شيوعًا، كما يمكن استخدام غسول أو كريم كروتاميتون، أو المرهم المُحتوي على مادة الكبريت أو اللِّيندين، تبعًا لحالة المريض واحتياجاته، ليتم تطبيق الدواء الموضعي على كامل الجسم، بدءًا من الرقبة وحتى أسفل الجسم، على الجلد النظيف والجاف، بحيث يُترك على الجسم لمدة 8 إلى 14 ساعة، ثم يتم غسل الجسم، وفي العادة يحتاج المريض لتكرار هذه العملية بعد مرور أسبوع من تطبيقه للمرة الأولى، وذلك للتخلّص من أي عث نتج من فقس البيوض الحديثة.

علاج مرض الجرب بدواء ستروميكتول

وفي المقابل، عند الإصابة بحالة مرض الجرب من النوع المتقشر، سيقوم الطبيب بوصف دواء ستروميكتول، وهو دواء مضاد للطفيليات يُؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة للأدوية الموضعية السابقة الذكر، بحيث تختلف عدد الجرعات اللازمة تبعًا لشدة الإصابة، ولكنها تتراوح ما بين ثلاث إلى سبع جرعات.

علاج مرض الجرب بمضادات الهيستامين

ويُضاف لكل ما سَبَق من الأدوية، أدوية مضادات الهيستامين أو الكريمات التي تحتوي على الستيرويد، حيث قد يقوم الطبيب بوصفها للمساعدة في تخفيف أو الحد من مدى الحكة والتهاب الجلد لدى المريض.

ومما يجدر ذكره أنه قد يُعاني المريض بعد الانتهاء من العلاج، من استمرار الحكّة لمدة قد تصل إلى بضعة أسابيع، وذلك حتى لو تم القضاء على جميع العث الموجود، ولكن إذا استمرت هذه الحكّة لمدة تزيد عن أسبوعين إلى أربعة أسابيع، أو في حالة ظهور طفح جلدي يشبه البثور في شكله، لا بد من مراجعة الطبيب فمن المُرجّح أن تكون هنالك حاجة لتلقّي العلاج من جديد، في معظم حالات علاج مرض الجرب، يتمكن الشخص البالغ أو الأطفال المُصابين من العودة إلى العمل، أو المدرسة في العادة، في اليوم التالي من انتهاء العلاج.

الوقاية من مرض الجرب

يمكن منع الإصابة بحالة مرض الجرب والوقاية منها أو انتشارها، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات، التي تعتمد على حصر الإصابة، والالتزام بتطبيق خطوات التنظيف بشكل كامل وآمن، حيث تشمل الخطوات ما يأتي: [٢]

  • القيام بغسل وتنظيف جميع الأدوات المُستخدمة من قِبَل الشخص المُصاب: بما في ذلك الملابس، المناشف، البياضات وغيرها من الأدوات الخاصة التي قام الشخص المُصاب باستخدامها، حيث لا بد من استخدام الماء الساخن والصابون أثناء الغسيل، وتجفيف الملابس على حرارة عالية، أما المواد والأدوات التي لا يمكن غسلها، فيجب وضعها داخل كيس بلاستيكي وإغلاقه بإحكام لمدة زمنية طويلة، من أسبوع وحتى عدة أسابيع بهدف القضاء على العثّ وقتله.
  • القيام بتنظيف المنزل بالكامل في اليوم الأول من بدء العلاج: حيث يجب أن يشمل التنظيف السجاد والمفروشات وغيره من أثاث المنزل، ثم يتم التخلّص من الأدوات المُستخدمة في التنظيف، أو تنظيفها هي الأخرى بشكل بعناية وحذر للتخلص من جراثيم العثّ.
  • مراجعة الطبيب على الفور فيما إذا توارد الشك بالإصابة بحالة مرض الجرب.
  • فيديو عن أعراض مرض الجرب

    في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الجلدية والتناسلية والتجميل والليزر الدكتورة شذى العواودة عن أعراض مرض الجرب وعلاجه، وتوضح أنَّ هذا المرض ناتج عن طفيلي وليس له علاقة بالنظافة الشخصية، وينتقل بالعدوى من خلال تلامس أو استخدام ملابس الأخرين، كما يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الجنسي، ويترتب عليه بعض الأعراض مثل الحكة والبثور الحمراء الصغيرة.
    [٤]