الصيام لمرضى السكري في رمضان

الصيام لمرضى السكري في رمضان

تأثير الصيام على مرضى السكر

هنالك جدلٌ كبير حول إمكانيّة الصيام لمرضى السكري في رمضان، فبعض الدراسات تشير إلى تأثيرات ذلك بالإيجاب والمساعدة في ضبط معدل السكّر، لكن ليس كخيار علاجي أساسي، إذ يجب أن يترافق ذلك بالإجراءات العلاجية الأخرى، كما إن الجمعية الأمريكية للسكّري تجعل من تغيير نمط حياة المصاب مرتكزًا أساسيًا في التحكم بالمرض، وتعد الالتزام بالأدوية والحمية، بالإضافة للقيام بالتمارين الرياضيّة تغييراتٍ ضرورية لتلافي المضاعفات، ولا توصي بالصيام كآليةٍ لإحكام السيطرة على المرض، فقد يترافق الصيام بالجوع، الصداع، الإحساس بالنعاس وحدّة الطباع، وتصبح إمكانية حدوث هبوط في مستوى السكّر ممكنة بالأخص عند استخدام حقن الإنسولين، كما إن الإفطار قد يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى السكّر جرّاء احتواء الوجبة على كميّة كبيرة من الكربوهيدرات.[١]

الصيام لمرضى السكري في رمضان

يَتْبَعُ الصيام الانقطاع عن تناول الأغذية قرابة الست عشرة ساعةً، وعلى ذلك أن يترافق بالحفاظ على حصص الغذاء اليومية في الساعات المتاح بها تناول الأطعمة، أي إن الثماني ساعات المتبقيّة يجب أن تتوزع ضمنهنّ كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم،[١] وقبل ذلك يتوجب استشارة الطبيب بأسبوعين على الأقل، للحصول على تنظيم لحصص الطعام اليومي، تحديد الجرعات الدوائية، مواعيد فحص مستوى السكّر في الدم والإجراءات اللازم اتباعها في حال كانت القراءة أعلى أو أقل من المستوى الطبيعي.[٢]

كما تجب الدراية بأعراض الانخفاض أو الارتفاع، إذ يوصي المختصون بالتوقف عن الصيام فورًا حين يتجاوز مستوى السكّر 300 ملغم/ ديسيلتر، أو عندما يقل عن 70 ملغم/ ديسيلتر، وينصح الأطباء بفحص مستوى السكّر مرات أكثر أثناء الصيام، كما بالإمكان ارتداء سوار تعريفي يبين الإصابة بالسكّري ويحتوي على معلومات الاتصال بالمُقرّبين، مما يساهم في اتخاذ الإجراءات عند وقوع عرضٍ ما.[٢]

فوائد الصيام لمرضى السكري في رمضان

يجب توخي الحذر في حال تعرّض المصاب للحماض الكيتوني السكري أو حدوث هبوطٍ حادٍ في الفترة الأخيرة السابقة للصيام، كما يستوجب وجود أمراض الكلى والأوعية الدموية أو الحمل عناية ودرايةً طبّية،[٣] لكن الصيام لمرضى السكري في رمضان له عدّة فوائد كمثل إيقاف حدوث الالتهابات، إنقاص الوزن، تخفيض مستوى الكوليسترول، تحسين آلية تعامل الجسم مع السكّر ويحدث ذلك تبعًا لتقليل مقاومة الخلايا للإنسولين، كما يسهم في تخفيض جرعات الإنسولين في حال كانت الإصابة ضمن النوع الأول.[١]

كما تمّ إجراء تجربةٍ علمية على نطاقٍ ضيّق، حوت ثلاثة رجال مصابين بالسكّري من النوع الثاني منذ 10-25 عامًا، وقد صاموا يومًا بعد يومٍ، أي ما معدله ثلاثة أيام أسبوعيًا، ولمدة شهرٍ، وبعد ذلك توّقف الخاضعون للتجربة عن أخذ حقن الإنسولين، أمّا بعد أقل من سنةٍ، فقد كانوا قادرين على التوقف عن تناول الأدوية المنظمة لسكّر الدم، وعلى صعيدٍ آخر، فقد تمّ إجراء تجربةٍ على 10 مصابين آخرين لكنّ إصابتهم ترافقت بوجود السمنة، وكانت النتائج إيجابيةً، إذ حدث بها تحسنٌ لقراءات السكّر وإنخفاضٌ في الوزن ضمن ستة أسابيع.[١]

لكنّ الدراسات على الصعيد الأوسع والأشمل لا زالت غير واضحةٍ، وغير محكمة البيانات، إذ لم يتوصل الطبّ بعد لحكمٍ نهائي تجاه الصيام وأفضل آلياته، لكنّ الجمعية الأمريكية للسكري وثّقت القيام بتخفيض الوزن في حالات السمنة أو الوزن الزائد بانخفاض معدل السكّر التراكمي A1C، وانخفاض نسبة تعرض المصاب لأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن اتباع الصيام كآلية لتخفيض الوزن لكنّه ليس شرطًا لذلك، ويمكن تفسير آلية الحدوث باعتماد الجسد على حرق الدهون المخزنة فيه كمصدر للطاقة.[١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج “Can You Fast If You Have Diabetes?”, www.webmd.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Fasting Safely With Diabetes”, www.everydayhealth.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
  3. “Diabetes and fasting: Can I fast during Ramadan?”, www.mayoclinic.org, Retrieved 20-12-2019. Edited.

 

السكري, الصيام, رمضان, في, لمرضى
أمراض السكري

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *