تأثير الغدة الدرقية على القلب

تأثير الغدة الدرقية على القلب

الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي واحدة من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان، تقع في مكان منخفض في مقدمة الرقبة تحت ما يسمى بتفاحة آدم على طول القصبة الهوائية، وتتخذ شكلًا يشبه الفراشة، وتتكون الغدة الدرقية من جنبين أو قطعتين متصلتين بما يشبه الجسر بينهما، وفي الوضع الطبيعي للغدة الدرقية لا يستطيع الإنسان لمسها أو أن يشعر بها، ونظرًا لأن الغدة الدرقية غنيّة بالأوعية الدموية فإن لونها يميل إلى البني من شدّة احمراره، وتمرّ بعض الأعصاب المهمة لإصدار الصوت خلال الغدة الدرقية، وتفرز الغدة الدرقية العديد من الهرمونات ومن أهمها هرمون الثيروكسين والذي يسمى T4، وتؤثر هرمونات الغدة الدرقية على عملية التمثيل الغذائي والنمو، وتتحكم بدرجة حرارة الجسم، وتُعدّ هرمونات الغدة الدرقية من الهرمونات الضرورية جدًا لنمو الدماغ أثناء مرحلة الطفولة، وفيما يأتي سيتم ذكر تأثير الغدة الدرقية على القلب.[١]

أمراض الغدة الدرقية

يمكن أن تنشأ العديد من المشكلات الناتجة عن حدوث خلل في الغدة الدرقية، ومنها ما هو فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمول وقصور الغدة الدرقية، وفيما يأتي سيتم ذكر تأثير الغدة الدرقية على القلب، أما عن أمراض الغدة الدرقية:[٢]

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: وتكون الغدة الدرقية في حالة نشاط تام حيث أنها تفرز الهرمونات بشكل كبير، ومن أعراضها الأرق والشعور بالهلع، ازدياد سرعة ضربات القلب، زيادة التعرق، مشاكل في النوم، رقة الجلد، ويُعدّ فرط النشاط ذلك من العوامل التي تؤدي لتأثير الغدة الدرقية على القلب.
  • كسل الغدة الدرقية: وهي حالة عكس فرط النشاط، تكون الغدة الدرقية في حالة خمول ولا تفرز الهرمونات بالشكل الطبيعي والمطلوب، وتتمثل في الشعور بالتعب، جفاف الجلد، زيادة الحساسية للبرد، مشاكل في الذاكرة، الاكتئاب، الإمساك، زيادة الوزن، الضعف العام وبطؤ نبضات القلب، ويُعدّ القصور من العوامل التي تؤدي لتأثير الغدة الدرقية على القلب.
  • داء هاشيموتو: ويُعرف بالتهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن، وهو المسبّب الرئيسي للإصابة بقصور الغدة الدرقية، ويُعدّ أكثر شيوعًا لدى النساء في منتصف العمر، ويحدث هذا المرض نتيجة لمهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية وتدميرها بشكل بطئ وبالتالي عدم قدرتها على إفراز الهرمونات.
  • داء غريفز: وسُمّي نسبة للطبيب الذي اكتشفه منذ 150 عامًا، وهو المسبب الرئيسي للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويُعدّ من أمراض المناعة الذاتية التي تحدث نتيجة لمهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى إفراز الهرمونات بشكل نشط وغير طبيعي.
  • تضخم الغدة الدرقية: وهو تضخم غير سرطاني في الغدة الدرقية، والمسبب الرئيسي له هو نقص عنصر اليود من النظام الغذائي، وينتج هذا المرض بسبب الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو يعد أحد أعراضه، ويمكن أن يصيب الإنسان في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء فوق الأربعين من العمر.
  • عقيدات الغدة الدرقية: وهي عقيدات تنمو على الغدة الدرقية أو داخلها، إن المسبب الرئيسي لها غير معروف لكنها تحدث بسبب نقص عنصر اليود من النظام الغذائي، وتكون هذه العقيدات إما صلبة أو مليئة بالسائل داخلها.

تأثير ارتفاع هرمون الغدة الدرقية على القلب

إن تأثير الغدة الدرقية على الجسم مهم جدًا وتأثيرها على القلب كبير أيضًا، حيث يؤدي ارتفاع هرمون الغدة الدرقية إلى حدوث العديد من المشاكل داخل الجسم فهو يؤثر على العظام والعيون والجلد، وإحدى هذه المشاكل هي مشاكل القلب، وإن ارتفاع هرمون الغدة الدرقية خصوصًا يعمل على زيادة سرعة نبضات القلب، وهذا التغير الذي يُحدث اضطرابات في نبضات القلب يؤدي إلى الإصابة بمرض السكتة الدماغية، وفشل القلب الاحتقاني الذي يتمثل في عدم قدرة القلب على ضخ الدم كي يصل إلى أجزاء الجسم المختلفة.[٣]

تأثير انخفاض هرمون الغدة الدرقية على القلب

إن انخفاض هرمون الغدة الدرقية والذي يسمى بقصور الغدة الدرقية يمكن أن يسبب اضطراب في نبضات القلب وبالتالي يبطئ معدل ضربات القلب، ويسبب بعد ذلك انخفاض ضغط الدم، مما يؤدي إلى تجمع السوائل حول عضلة القلب، كما يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية بعد فترة طويلة من الزمن إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، وقد صرّح بعض الأطباء بأهمية إجراء فحوصات الغدة الدرقية لدى مرضى ارتفاع الكوليستيرول، لأنها قد تكون السبب في المشكلة وبالتالي يُعطى العلاج للغدة الدرقية وذلك من شأنه أن يحسّن مستوى الكوليستيرول في الدم، ومن الجدير بالذكر أن انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل القلب، وذلك لا يعني توقّف قلبك عن النبض، ولكن لا يمكن للقلب أن يضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم المختلفة.[٤]

علاج أمراض الغدة الدرقية

إن الهدف من علاج أي اضطراب في هرمونات الغدة الدرقية هو استعادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية الطبيعية في الدم، وذلك لتجّنب تأثير الغدة الدرقية على القلب وعلى العديد من أجزاء الجسم، ويُعالج قصور الغدة الدرقية بدواء يسمى ليفوثيروكسين، ويُعدّ ذلك الدواء قرص هرمون مُصنّع يحلّ محلّ هرمون الغدة الدرقية الذي لا يُفرز داخل الجسم، ومن خلال المراقبة الدقيقة للهرمونات يقوم الطبيب بتعديل الجرعة، ومن بعد العلاج يقوم المريض بممارسة نشطه اليومي بشكل طبيعي، أما عن فرط نشاط الغدة الدرقية ، يصُعب علاجه بشكل عام، فهو يتطلب إعادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية بشكل طبيعي، وقد يشمل العلاج الأدوية التي تعمل على منع إنتاج الهرمونات، أو العلاج باليود المشعّ الذي يعطّل عمل الغدة الدرقية وأيضًا جراحة الغدة الدرقية لإزالة جزء من الغدة أو الغدة بأكملها، والعلاج الأكثر شعبية هو اليود المشع، وغالبًا ما يؤدي هذا العلاج إلى قصور الغدة الدرقية، مما يتطلب استخدام دواء الليفوثيروكسين لاستعادة الحالة الطبيعية للغدة الدرقية.[٥]

فيديو عن تأثير الغدة الدرقية على القلب

في هذا الفيديو يتحدث إستشاري القلب والقسطرة العلاجية الدكتور جمال الدباس عن تأثير الغدة الدرقية على القلب.
[٦]