طرق علاج مرض اليرقان

طرق علاج مرض اليرقان

ما هو مرض اليرقان

مرض اليرقان هو عبارة عن ذلك المرض الذي يتميّز الأشخاص المُصابون به، بتحوُّل لون بشرتهم ومنطقة البياض في عينيهم إلى اللون الأصفر، حيث يمكن أن يُصاب به الأشخاص البالغون وكذلك الأطفال حديثي الولادة، وذلك لأسباب عدّة سيتم التطرّق لها فيما بعد، ولكن يُنصح بمراجعة الطبيب على الفور في حالة تمييز هذه الأعراض المُصاحبة للمرض، فقد يكون لحدوث مرض اليرقان علاقة بوجود خلل أو مشكلة ما في الكبد، الدم أو المرارة.

أعراض مرض اليرقان

من أهم أعراض مرض اليرقان اصفرار الجلد والعينين، وفي بعض الحالات والتي يكون فيها مرض اليرقان أكثر شدة، قد تتحول منطقة بياض العينين إلى اللون البني أو ربما اللون البرتقالي، كما قد يظهر البول بلون داكن والبراز كذلك أيضًا، وبالإضافة لما سبق، فقد تظهر أعراض التعب والإرهاق الشديدين، وذلك في حالة كان السبب الكامن وراء حدوث مرض اليرقان هو التهاب الكبد الفيروسي.

لكن ظهور لون البشرة بشكل مائل للون الأصفر لدى بعض الأشخاص، دون تغيُّر منطقة بياض العينين للون الأصفر في نفس الوقت، لا يدل على الإصابة بمرض اليرقان، فلا بد من تغيّر لون كل منهما للأصفر، وبشكل عام قد يكون السبب في اصفرار لون البشرة فقط في هذه الحالة، إلى وجود كمية كبيرة من مادة البيتا كاروتين في النظام الغذائي لدى الشخص، حيث إن البيتا كاروتين هي عبارة عن مادة مضادّة للأكسدة ومتواجدة في عدد من الأغذية كالجزر، القرع والبطاطس الحلوة، ولكن زيادة توافر مادة البيتا كاروتين المضادة للأكسدة في الجسم لا تسبب ظهور مرض اليرقان.[١]

أسباب مرض اليرقان

يحدث مرض اليرقان عندما تتوافر وبكمية كبيرة مادة البيليروبين في الدم داخل الجسم، وهي عبارة عن مادة ذات لون أصفر مائل للبرتقالي، حيث تتواجد بشكل أساسي في خلايا الدم الحمراء، وعندما يموت هذا النوع من الخلايا، يقوم الكبد بتصفيتها وترشيحها لإخراجها من مجرى الدم، ولكن في حال حدوث خلل في هذه العملية بحيث تتأثر قدرة الكبد على القيام بدوره، سيؤدي ذلك إلى تراكم مادة البيليروبين في الدم وبالتالي في الجسم، ليتغيّر لون البشرة ومنطقة بياض العين إلى اللون الأصفر، ومع أن ذلك مرض اليرقان هو نادر الحدوث خاصةً عند البالغين، إلّا أنه يمكن ان يُعزى السبب في حدوثه لما يأتي: [٢]

  • الإصابة بالتهاب الكبد: حيث يكون السبب في معظم حالات التهاب الكبد نوع من أنواع الفيروسات، مسببًا النوع الحاد أو المزمن منه حيث يمكن أن يستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر، كما يمكن لبعض أنواع الأدوية أو أمراض جهاز المناعة أن تسبب التهاب الكبد، والتي مع مرور الوقت يمكنها أن تؤدي إلى تلف الكبد، وفي النهاية الإصابة بمرض اليرقان.
  • الإصابة بأمراض الكبد المرتبطة باستهلاك الكحول: فتناول الكحول بكمية كبيرة ولمدة زمنية طويلة قد تصل إلى 8 أو 10 سنوات، قد تؤدي إلى حدوث تلف بدرجة كبيرة في الكبد، مسببًا ذلك في نهاية الأمر إلى الإصابة بمرض اليرقان.
  • الإصابة بانسداد القنوات الصفراوية: فالقنوات الصفراوية هي عبارة عن أنابيب رفيعة خاصة مسؤوولة عن نقل السائل المُسمّى بالعُصارة الصفراوية من الكبد والمرارة إلى أعضاء الأمعاء الدقيقة، ولكنها في بعض الحالات يحصل انسداد بها بسبب وجود حصوات في المرارة، أو الإصابة بمرض السرطان أو بعض الأمراض النادرة في الكبد، وفي حالة حدوث ذلك قد يُصاب الشخص بمرض اليرقان.
  • الإصابة بسرطان البنكرياس: حيث يُعتبر هذا النوع من السرطان من الأنواع الشائعة الحدوث نوعًا ما لدى الرجال والنساء على حدٍ سواء، وفي حالة الإصابة به يمكنه أن يسد القناة الصفراوية مسببًا بذلك حدوث مرض اليرقان.
  • تناول بعض الأنواع من الأدوية: حيث يرتبط الاستخدام المُفرط لأدوية معينة كالأسيتامينوفين، البنسلين، حبوب منع الحمل والحبوب المُنشّطة بالإصابة بأمراض الكبد، والذي يزيد من خطر الإصابة بمرض اليرقان.

تشخيص مرض اليرقان

لغرض تشخيص مرض اليرقان، يقوم الطبيب بطلب القيام بفحص مستوى البيليروبين في الدم، بالإضافة لفحص الدم الكامل وعدد من الفحوصات الأخرى الخاصة بالكبد، ففي حالة الإصابة بمرض اليرقان سيكون مستوى البيليروبين في الدم مرتفعًا عن المستوى الطبيعي، وبالإضافة لما سبق من الفحوصات، يلجأ الطبيب للتحقق من تاريخ المريض الطبي ووجود بعض الأعراض الخاصة بمرض اليرقان لديه، كما قد يقوم بالفحص الطبي المباشر للمريض، طلب بعض الفحوص الأخرى لعضو الكبد والتي قد تشمل بعض أنواع التصوير الطبي لتحديد السبب في حدوث مرض اليرقان. [٢]

علاج مرض اليرقان

قد يحدث مرض اليرقان في الأطفال الحديثي الولادة، ويتم في هذه الحالة اللجوء للعلاج الضوئي لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وذلك بتعريض جلد الطفل للضوء مع تغطية عيني الطفل، ويهدف هذا النوع من العلاج إلى التقليل من مستويات البيليروبين في الدم، ويُصاحب ذلك القيام بتزويد الطفل بكمية إضافية من السوائل كوسيلة لتخفيف الطفح الجلدي أو قلة حركة الأمعاء المُصاحبة للعلاج الضوئي كآثار جانبية، كما قد يتم اللجوء إلى إعطاء الطفل السوائل عن طريق الوريد في الحالات الشديدة من مرض اليرقان. [٣]

أما في حالة حدوث مرض اليرقان لدى البالغين، فيعتمد العلاج على السبب الأساسي في حدوثه، وقد يحتاج بعض المرضى إلى دخول المشفى لتلقّي العلاج، بينما قد يتم علاج البعض الآخر منهم دون الحاجة إلى ذلك، وفي بعض الحالات من مرض اليرقان يمكن استخدام بعض الأدوية الجديدة الخاصة بعلاج التهاب الكبد الوبائي، ويمكن القيام بما يأتي من إجراءات أو إرشادات لعلاج مرض اليرقان تبعًا للسبب في حدوثه: [٤]

  • الامتناع عن تناول الكحول: خاصةً لدى المرض الذين يعانون من مرض تليف الكبد أو التهاب الكبد أو البنكرياس المرتبط باستهلاك كميات كبيرة من الكحول.
  • التوقف عن تناول نوع الدواء المُسبب لحدوث مرض اليرقان: فيجب التوقف عن تناول أيًّ من أنواع المُخدِّرات، السموم أو بعض الأنواع الأخرى من الأدوية المُسببة، ولكن في حالة تناول جرعة زائدة من دواء الأسيتامينوفين، قد يحتاج المريض إلى الترياق أو الدواء المُضاد له.
  • اللجوء للعلاج باستخدام بعض أنواع الأدوية: فقد يتم اللجوء لاستخدام الستيرويدات لعلاج بعض أمراض جهاز المناعة المُسببة لمرض اليرقان، وقد يتم اللجوء لاستخدام الأدوية المدرّة للبول لعلاج أمراض تليُّف الكبد المُسببة لمرض اليرقان، كما من الممكن استخدام المضادات الحيوية في العلاج.
  • عمليات نقل الدم: فقد يتم اللجوء لذلك في بعض الأفراد الذين يتطوّر لديهم مرض اليرقان ليُسبب مرض فقر الدم، بسبب عملية تحلل الدم أو حدوث نزيف.

أما في حالة كون السبب في حدوث مرض اليرقان هو الإصابة بنوع من أمراض السرطان، فذلك يحتاج للتشاور مع الطبيب الأخصائي بالأورام والمسؤول عن الحالة لتحديد العلاج الأنسب، كما قد يحتاج المريض المُصاب بمرض اليرقان لإجراء عملية جراحية في بعض الحالات، كما يحدث لدى المرضى المُصابين بحصى في المرارة، أو غيرهم من المرضى المُصابين بمرض تشمّع الكبد، الذين قد يحتاجون إلى إجراء عملية زراعة كبد.

الوقاية من مرض اليرقان

يمكن الوقاية من حدوث بعض الحالات المؤدية للإصابة بمرض اليرقان، ولكن في المقابل قد يصعب القيام بذلك في بعض الحالات الأخرى، وبالرغم من ذلك فإنه يُنصح بالقيام باتخاذ ببعض السلوكيات والتدابير الآتية التي من شأنها التقليل من خطر الإصابة بمرض اليرقان: [٤]

  • الالتزام بإرشادات الطبيب والصيدلاني فيما بتعلّق بتناول الأدوية.
  • الامتناع عن القيام بالسلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بمرض اليرقان بشكل خاص، والأمراض الأخرى بشكل عام كتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى الالتزام بتنفيذ الخطوات الاحتياطية الخاصة عند التعامل مع أوعية نقل الدم والإبر المستخدمة في ذلك.
  • القيام بالتطعيم ضد الإصابة بالتهاب الكبد نوع أ أو نوع ب.
  • الامتناع عن تناول المنتجات الغذائية أو المياه غير الصحية أو الملوّثة.
  • القيام باتخاذ الاحتياطات المطلوبة وتناول الأدوية الوقائية الضرورية لمنع الإصابة بمرض الملاريا، وذلك عند السفر إلى المناطق أو الدول التي ينتشر فيها مرض الملاريا.
  • الامتناع أو التقليل من استهلاك الكحول، حيث يُنصح في معظم الحالات بالامتناع التام عن تناول الكحول.
  • الامتناع عن التدخين لما له من دور خطير في الإصابة بسرطان البنكرياس، بالإضافة للعديد من أنواعه الأخرى.

المراجع[+]

  1. What’s Causing My Yellow Skin?, , “www.healthline.com”, Retrieved in 27-12-2018, Edited
  2. ^ أ ب Jaundice: Why It Happens in Adults, , “www.webmd.com”, Retrieved in 27-12-2018, Edited
  3. Jaundice in newborns, , “www.ncbi.nlm.nih.gov”, Retrieved in 27-12-2018, Edited
  4. ^ أ ب Jaundice in Adults (Hyperbilirubinemia), , “www.medicinenet.com”, Retrieved in 27-12-2018, Edited

 

اليرقان, طرق, علاج, مرض
أمراض جلدية

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *