علاج نقص الصفائح الدموية

علاج نقص الصفائح الدموية

مكونات الدم

الدم هو عبارة عن سائل يتدفق عبر الأوردة والشرايين المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، حيث يحمل الأكسجين والمواد الغذائية إلى أعضاء الجسم المختلفة ويزيل منها الفضلات، ويتكون الدم من البلازما وهي الجزء السائل من الدم، وتتكون بلازما الدم من كريات الدم الحمراء وهي التي تحمل الأكسجين من الرئتين إلى الجسم، بالإضافة إلى كريات الدم البيضاء وهي التي تكافح الالتهابات وتساعد في عملية المناعة، وأخيرًا يحتوي الدم على الصفائح الدموية، وفي هذا المقال سيتم تناول تعريف الصفائح الدموية وكيفية عملها، بالإضافة إلى أعراض وأسباب وتشخيص وطرق علاج نقص الصفائح الدموية، وأيصَا معرفة موعد التوجه لنيل المساعدة الطبية والعلاجات المنزلية لها وكيفية الوقاية من نقصها ومضاعفات هذا النقص.[١]

الصفائح الدموية

تشكل الصفائح الدموية جزءًا مهمًا من تكوين الدم، حيث تعد هي المسؤولة عن إصلاح الأنسجة التالفة، بالإضافة إلى أنها تلعب دورًا حيويًا في نظام تخثر الدم، مما يساعد في وقف النزيف وتضميد الجروح، ويتم إنتاج هذه الصفائح بواسطة النخاع العظمي، وتعد هذه الصفائح غير مرئية بالعين المجردة، ويتراوح عمر هذه الصفائح الدموية من 7 إلى 10 أيام فقط.[٢]

كيفية عمل الصفائح الدموية

عندما يكون هناك تلف في جدار الأوعية الدموية نتيجة تهتك أو إصابة، فإن الصفائح الدموية تعمل على كشف مادة تنشط عملها، حيث تقوم هذه الصفائح الدموية النشطة بجلب المزيد من الصفائح الدموية الأخرى وتبدأ في عملية تخثر أو تجلط الدم، وذلك عن طريق إنتاج العديد من البروتينات اللزجة التي تساعد في تشكيل التجلطات، حيث يعمل هذا البروتين والذي يسمى بالفيبرين على تكوين شبكة من الخيوط التي ترتبط مع بعضها البعض، وبالتالي العمل على سد أي تسريب أو أي مكان به نزيف.[٢]

نقص الصفائح الدموية

يبلغ عدد الصفائح الدموية الطبيعي من 150000 إلى 400000 لكل ميكروليتر في الدم، لكن إذا أصبح عددها أقل من 150000 فإن هذا يسمى نقص في الصفائح الدموية، وإذا بلغت أكثر من 400000 فإن هذا يسمى بزيادة الصفائح الدموية في الدم، وهذه الصفائح هي واحدة من مكونات الدم الخلوية بالإضافة إلى كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء، حيث تلعب دورًا مهمًا في تخثر الدم ومنع النزيف، ويتم إنتاجها في نخاع العظم حيث يتم استخدام ثلث هذه الصفائح ويتم تخزين الثلث الآخر في الطحال، وعلى الرغم من انخفاض عدد هذا الصفائح الدموية إلى أن وظيفتها غالبًا ما تبقى سليمة، وهناك العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تسبب اختلالًا في وظائف الصفائح الدموية على الرغم من أن عددها يكون طبيعي، وعندما يكون عدد هذه الصفائح أقل من 10000 ميكروليتر في الدم، فإن هذا النقص الحاد قد يؤدي إلى وجود النزيف، وتختلف آثار النزيف باختلاف عدد الصفائح المنخفضة من شخص لآخر، وعند وجود هذا الانخفاض لا بد من اتباع طرق لعلاج نقص الصفائح الدموية، للحد من المضاعفات والمشاكل الصحية المترتبة على هذا الانخفاض.[٣]

أعراض نقص الصفائح الدموية

في الحالات الخفيفة كانخفاض عدد الصفائح الدموية أثناء الحمل لا تظهر أي أعراض وتعد حالة عرضية، حيث تعود الصفائح الدموية بعد الولادة لعددها الطبيعي، ولكن في الحالات الأكثر شدة كالنزيف الذي لا يمكن السيطرة عليه، قد تظهر أعراض عديدة مما يتطلب علاج نقص الصفائح الدموية الفوري، وتشمل هذه الأعراض على كل مما يأتي:[٤]

  • ظهور كدمات حمراء أو أرجوانية أو بنية اللون، والتي تسمى بمرض الفرفرية.
  • ظهور طفح جلدي مع نقاط حمراء أو أرجوانية صغيرة تسمى بالنمشات.
  • الإصابة بنزيف الأنف.
  • الإصابة بنزيف اللثة.
  • حدوث النزيف من الجروح التي تستمر لفترة طويلة، حيث لا يتوقف النزيف من تلقاء نفسه.
  • حدوث نزيف أثناء فترة الحيض.
  • نزيف يحدث في المستقيم.
  • نزول دم في البراز.
  • نزول دم في البول.
  • في الحالات الأكثر خطورة يحدث نريف داخلي ويسبب وجود الدم في البول والبراز ويسبب أيضًا ما سيمى بالقيء الدموي.

أسباب نقص الصفائح الدموية

نقص الصفائح له أسباب عديدة، ولكن أحد الأسباب الأكثر شيوعًا هو نقص الصفائح المناعي، ويحدث هذا النقص نتيجة مهاجمة النظام المناعي وهو خط الدفاع الأول عن الجسم ضد المرض للأجسام المضادة بدلًا من مهاجمة العدوى، وبالتالي تدمير الصفائح الدموية عن طريق الخطأ، وتشمل أسباب نقص الصفائح الدموية على ما يأتي:[٥]

  • احتباس الصفائح الدموية: يتم هذا الاحتباس نتيجة لتضخم الطحال، والطحال هو جزء صغير بحجم قبضة اليد تقريبًا، حيث يقع الطحال أسفل القفص الصدري مباشرةً في الجانب الأيسر من البطن، وتتمثل وظيفة الطحال في محاربة العدوى وتصفية المواد غير المرغوبة فيها المتواجدة في الدم، وهذا الاحتباس يؤدي إلى نقص الصفائح الدموية في الدورة الدموية.
  • نقص إنتاج الصفائح الدموية: يتم إنتاج الصفائح الدموية داخل نخاع العظم، وفي حال حدوث نقص في إنتاج هذه الصفائح فقد يصاب الجسم بنقص الصفائح الدموية، وهناك عدة عوامل تعمل على قلة إنتاج الصفائح الدموية وتشمل على ابيضاض الدم وبعض أنواع فقر الدم والعدوي الفيروسية كفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية وأدوية العلاج الكيميائي الخاصة بمرضى السرطان وفرط شرب الكحول.
  • زيادة تكسر الصفائح الدموية: هناك بعض الحالات التي يتم فيها استهلاك الجسم للصفائح الدموية أو تدميرها بشكل أسرع من إنتاجها، ويؤدي هذا إلى نقص هذه الصفائح في مجرى الدم، وتشمل حالات زيادة تكسير الصفائح الدموية على كل من:
    • الحمل: عادةً ما يكون نقص الصفائح الدموية نتيجة الحمل بسيط ويتحسن سريعًا بعد الولادة، حيث لا يحتاج هذا النوع إلى علاج نقص الصفائح الدموية.
    • قلة الصفيحات الدموية المناعية: وهذا النوع ناتج عن أمراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، ففي تلك الحالات يهاجم الجهاز المناعي الصفائح الدموية عن طريق الخطأ بدلًا من مهاجمة مسبب المرض، وإذا لم يكن هناك سبب معروف لهذه الحالة فإنها تسمى بالفرفرية القليلة الصفائح مجهولة السبب، وعادةً ما تؤثر على الأطفال.
    • بكتيريا في الدم: قد تؤدي العدوى البكتيرية في الدم والتي تسمى بتسمم الدم إلى تدمير الصفائح الدموية، وفي هذه الحالة يتضمن علاج نقص الصفائح الدموية إلى علاج السبب.
    • مرض الفرفرية: هذه الحالة المرضية نادرة جدًا، حيث تتكون خثرات دموية صغيرة بصورة مفاجئة في مختلف أنحاء الجسم، وبذلك تستهلك عددًا كبيرًا من الصفائح الدموية.
    • متلازمة انحلال الدم اليوريمية: هذا الاضطراب يسبب هبوط حاد في عدد الصفائح الدموية، ويسبب تدمير في خلايا الدم الحمراء، ويسبب أيضًا اعتلال في وظائف الكلى، ويرتبط هذا الاضطراب النادر الحدوث بعدوى الإشريكية القولونية البكتيرية، والذي يكون ناتج عن تناول اللحوم النيئة أو غير كاملة الطهو.
    • الأدوية: من الممكن أن تتسبب بعض الأدوية في تقليل عدد الصفائح الدموية في الدم، وقد تسبب الأدوية اضطرابًا في الجهاز المناعي يؤدي إلى تدمير الصفائح الدموية كالهيبارين والمضادات الحيوية التي تحتوي على السالفا ومضادات الاختلاج والكينين.

تشخيص نقص الصفائح الدموية

لسهولة علاج نقص الصفائح الدموية، يجب تشخيصها بشكل سليم، حيث تساعد اختبارات الدم في تحديد هذا الانخفاض، وسيقوم الطبيب أيضًا بالسؤال عن التاريخ الطبي والأعراض الموجودة والأدوية المستخدمة من قبل المريض، بالإضافة إلى الفحص البدني من حيث تقييم الطفح الجلدي والكدمات، ويؤكد عدد الصفائح الدموية المخبري التشخيص مما يدل على التركيز الدقيق للصفائح الدموية في الدم، ويقوم الطبيب أيضًا بإجراء اختبارات أخرى في نفس الوقت، وقد تشمل هذه الاختبارات على اختبار نخاع العظم وفحص الدم الكامل وإجراء مسحة الدم والذي يتم عن طريق النظر إلى الصفائح الدموية تحت المجهر، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الدم الأخرى الخاصة بتخثر الدم، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى أخذ عينة من النخاع العظمي الخاص بهم عن طريق أخذ السائل من النخاع من خلال إبرة، حيث يسمى هذا الإجراء بخزعة نخاع العظم.[٢]

متى يجب التوجه لنيل الرعاية الطبية

يجب التوجه إلى الطبيب وطلب المساعدة في علاج نقص الصفائح الدموية في حالات عدة كأن يتم اكتشاف هذا النقص أثناء الفحص الروتيني للدم، حيث يقوم الطبيب بتشخيص النقص في الصفائح الدموية وتحديد سببها، ويقوم الطبيب بعمل بعض الاختبارات والفحوصات لتحديد علاج نقص الصفائح الدموية المناسب، وأيضًا إذا كان الشخص يعاني من واحد أو أكثر من أعراض انخفاض الصفائح الدموية، فيجب عليه التوجه الفوري للطبيب وشرح جميع الأعراض له، لأنه في بعض الحالات إذا لم يتم تقديم علاج نقص الصفائح الدموية بشكل سريع فقد يزداد الأمر سوءًا وتزداد خطورة هذا الانخفاض، وفي بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص الصفائح الخفيف يتم الاعتناء بهم من قبل طبيب الباطنة، ولكن في بعض الأحيان يكون التوجه لطبيب مختص في أمراض الدم مهم جدًا للحصول على علاج أكثر شمول.[٣]

علاج نقص الصفائح الدموية

الأشخاص الذين يعانون من نقص الصفائح الخفيف لا يحتاجون إلى علاج نقص الصفائح الدموية، وذلك بسبب عدم وجود أعراض أو أنها تتلاشى من تلقاء نفسها، في المقابل من يحتاج إلى علاج نقص الصفائح الدموية الأشخاص الذين يعانون من النقص المزمن لهذه الصفائح، ويعتمد علاج نقص الصفائح الدموية على السبب الكامن وراء هذا النقص، وتشمل هذه العلاجات على كل مما يأتي:[٥]

  • علاج نقص الصفائح الدموية الناتج عن أسباب معينة: فإذا تمكن الطبيب من تحديد إصابة المريض بمرض ما أو دواء معين يسبب هذا النقص، فإن علاج نقص الصفائح الدموية يعتمد على علاج السبب كأن يكون سبب هذا النقص هو الهيبارين، فسيقوم الطبيب بتوجيه مريضه إلى التوقف عن استخدام هذا الدواء ووصف دواء آخر، وقد تستمر قلة الصفائح لمدة أسبوع من إيقاف علاج الهيبارين.
  • نقل الصفائح الدموية: إذا أصبح مستوي الصفائح الدموية منخفض بشكل كبير جداً، فإن الطبيب سيقوم باستبدال الدم المفقود بواسطة نقل كريات الدم الحمراء أو الصفائح الدموية للمريض.
  • الأدوية: إذا كانت الحالة مرتبطة بمشكلة في الجهاز المناعي، فقد يصف الطبيب عدة أدوية لزيادة عدد الصفائح الدموية، ومن هذه الأدوية دواء الكورتيكوستيرويد، فإذا لم ينجح هذا الدواء في علاج نقص الصفائح الدموية فسوف يحاول الطبيب إعطاء أدوية أخرى أكثر فاعلية لتقوية النظام المناعي لدى المريض.
  • الجراحة: إذا لم تساعد خيارات علاج نقص الصفائح الدموية السابقة فإن الطبيب سيقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال الطحال، ويعد هذا الخيار الأخير.
  • تبادل البلازما: يمكن أن يؤدي نقص الصفائح الدموية الناتج عن مرض الفرفرية إلى حالة طبية طارئة تستدعي تبادل البلازما على الفور.

العلاجات المنزلية لنقص الصفائح الدموية

هناك العديد من خيارات علاج نقص الصفائح الدموية المنزلية، حيث يمكنهم تغيير نمط الحياة لعلاج نقص الصفائح الدموية، لذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذه الصفائح باتباع أساليب جديدة في حياتهم، كتجنب الأنشطة التي يمكن أن تسبب لهم إصابات أو تسبب لهم نزيف كرياضة الملاكمة ورياضة الفنون القتالية ورياضة كرة القدم لما تسببه من خطورة أثناء التلاحم، وسؤال الطبيب عن الأنشطة الآمنة لهم، وأيضًا تجنب شرب الكحول، لأن الكحول تبطئ من إنتاج الصفائح الدموية في الجسم، ويجب أيضًا على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنقص هذه الصفائح الحذر من الأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية، لأن هذه الأدوية قد تعيق وظائف الصفائح الدموية كالأسبرين[٥].

الوقاية من نقص الصفائح الدموية

لا يمكن الوقاية من نقص الصفائح الدموية، إلا إذا كان السبب وراء ذلك النقص معروفًا ويمكن الوقاية منه، حيث أن المرضى الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية بسبب شربهم للكحول، يتم توجيههم بايقاف شرب هذه الكحول على الفور، والأشخاص الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية بسبب الهيبارين، يتم استبدال هذا الدواء بدواء آخر، بالإضافة إلى أي أدوية تسبب هذا النقص فإنه يتم ايقافها فورًا والبحث عن أدوية بديلة لا تسبب نقص الصفائح الدموية.[٦]

مضاعفات نقص الصفائح الدموية

إذا لم يتم تقديم علاج نقص الصفائح الدموية المناسب، فإن هناك احتمالية كبيرة لإصابة المرضى بالمضاعفات الخطيرة، حيث يمكن أن تشمل هذه المضاعفات الإصابة بالنزيف المفرط بعد حدوث إصابة، وبالتالي يسبب هذا النزيف فقدان كبير في كمية الدم، وهناك نوع آخر من النزيف وهو النزيف التلقائي الذي يحدث دون وجود إصابة أو تهتك بسبب نقص الصفائح الدموية، ويعد هذا النوع غير شائع إلا إذا كان عدد الصفائح الدموية أقل من 10000 ميكروليتر في الدم، وهناك بعض المضاعفات الأخرى والتي تكون مرتبطة بعدة عوامل أو شروط أساسية كانخفاض صفائح الدم المناعية الذاتية ، والتي ترتبط بمرض الذئبة، حيث يمكن أن تظهر على المريض مضاعفات الذئبة، وأيضًا قد يكون لنقص الصفائح الدموية العديد من المضاعفات كفقر الدم الشديد نتيجة لعدم توقف النزيف أو التغيرات العصبية أو الفشل الكلوي، كما يمكن أن يسبب نقص الصفائح الدموية الذي يسببه الهيبارين مضاعفات خطيرة متعلقة بتكوين جلطات الدم.[٣]

المراجع[+]

  1. “Facts About Blood”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت “What are the causes of a low platelet count?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Thrombocytopenia (Low Platelet Count)”, www.medicinenet.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  4. “Low Platelet Count (Thrombocytopenia)”, www.healthline.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Thrombocytopenia (low platelet count)”, www.mayoclinic.org, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  6. “Thrombocytopenia (Low Platelet Count)”, www.emedicinehealth.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.

 

الدموية, الصفائح, علاج, نقص
أمراض الدم

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *