عوامل تجلط الدم

عوامل تجلط الدم

تجلط الدم

يُشير مصطلح تجلط الدم أو تخثّر الدم إلى العملية التي ينتج عنها تشكّل خثرة دموية، وتُعد هذه العملية مهمة في جسم الإنسان، ويُذكر بأنّها عملية معقدة تُمكّن الجسم من السيطرة على النزيف عن طريق سدّ موضع الجروح وتعزيز تعافيها، ويلعب دورًا في هذه العملية ما يُعرف بعوامل تجلط الدم إضافة إلى أنواع مُعينة من الخلايا؛ تحديدًا الصفائح الدموية، ويُشار إلى أنّ عوامل تجلط الدم تكون موجودة في بلازما الدم وعلى أسطح بعض الأوعية الدموية أو الأوعية الدموية ذاتها، ويُشار إلى أنّ تجلط الدم يُمثّل جزءًا أساسيًّا من عملية الإرقاء؛ إذ تتمّ هذه العملية بهدف وقف النزيف ومنع الأوعية الدموية التالفة من فقدان الكثير من الدم، وسيدور الحديث في هذا المقال حول عوامل تجلط الدم.[١]

عوامل تجلط الدم

يبلغ عدد عوامل تجلط الدم ثلاثة عشر عاملًا رئيسيًا، يرمز لها بالأرقام الرومانية من الأول إلى الثالث عشر، أيّ كالآتي: العامل الأول I، والثاني II، والثالث III، والرابع IV، والخامس V، والسادس VI، والسابع VII، والثامن VIII، والتاسع IX، والعاشر X، والحادي عشر XI، والثاني عشر XII، والثالث عشر XIII، إذ تبدأ عملية تجلط الدم من خلال تفعيل مسارين منفصلين؛ الداخلي والخارجي، إذ يؤدي كلا المسارين إلى إنتاج العامل العاشر X، ويؤدي تنشيط هذا العامل إلى البدء بما يُعرف بالمسار المشترك، ممّا يؤدي نهايةً إلى تشكّل تجلط الدم.[٢]

دور عوامل تجلط الدم في عملية التخثّر

بعد ذكر عوامل التجلط تجدر الإشارة إلى بيان دور هذه العوامل عبر مسارات التخثّر، وسيتم توضيح المسار الداخلي والمسار الخارجي منها، ويُمكن التطرق لذلك على النحو الآتي:[٢]

المسار الخارجي

يُمثّل المسار الأول الذي يتم تنشيطه في عملية التخثّر والذي يحفز استجابة لبروتين يسمى العامل النسيجي، والذي يتمّ التعبير عنه عن طريق الخلايا التي توجد عادة خارج الأوعية الدموية، وعند انفصال الأوعية الدموية تُصبح هذه الخلايا ملامسة للدم ويقوم العامل النسيجي بتنشيط العامل السابع VII، مما يؤدي إلى تشكيل العامل السابع فئة أ VIIa، والذي بدوره يُحفّز حدوث سلسلة من التفاعلات التي تؤدي إلى الإنتاج السريع للعامل العاشر X.

المسار الداخلي

يتم تنشيط هذا المسار عن طريق التعرّض لإصابات داخل الأوعية الدموية، إذ يبدأ هذا المسار بتنشيط العامل الثاني عشر XII المعروف بعامل هاغمان، والذي يحدث عندما يدور الدم على الأسطح الداخلية للأوعية المصابة، ويمكن أيضًا تنشيط مكونات المسار الداخلي عن طريق المسار الخارجي؛ فعلى سبيل المثال بالإضافة إلى تنشيط العامل العاشر X، يقوم العامل السابع فئة أ VIIa بتنشيط العامل التاسع IX وكلاهما مكوّن ضروري للمسار الداخلي.
تجدر الإشارة إلى أنّه ينتج عن إنتاج العامل العاشر X انقسام العامل الثاني II المعروف بالبروثرومبين إلى العامل الثاني فئة أ IIa والمعروف بالثرومبين، إذ يُحفز الثرومبين بدوره تحويل العامل الأول I المعروف بالفيبرينوجين إلى خيوط طويلة لزجة من الفيبرين غير القابل للذوبان والمعروفة بالعامل الأول فئة أ Ia، ويُشار إلى أنّ خيوط الفيبرين تُشكّل شبكة تحبس خلالها الصفائح الدموية وخلايا الدم والبلازما، وفي غضون دقائق يبدأ عمل شبكة الفيبرين بالتقلص ممّا يُسبّب الضغط على محتويات السائل، ويُطلق على هذه العملية انكماش الجلطة وتمثِّل الخطوة الأخيرة في التخثّر، وينتج عن ذلك جلطة مرنة غير قابلة للذوبان قادرة على تحمّل الاحتكاك الناتج عن تدفق الدم.

تحليل عوامل تجلط الدم

يُجرى تحليل عوامل تجلط الدم بهدف التأكد من قدرة عوامل تجلط الدم على أداء وظائفها، وقد يرتبط وجود خلل في أحد هذه العوامل بوجود نزيف حاد لا يمكن السيطرة عليه، ويُلجأ لهذا التحليل في الحالات التي يمتلك فيها الشخص تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات النزيف، كما يُلجأ إليه في الحالات التي يُعتقد فيها بإصابة الشخص باضطراب نزيفي غير وراثي، إذ تشمل الأسباب الأخرى لاضطرابات النزيف الإصابة بأمراض الكبد، أو نقص فيتامين ك، أو استخدام الأدوية المخففة للدم، أو في حالات المُعاناة من أعراض مُعيّنة؛ مثل ظهور الكدمات أو حدوث نزيف حادّ بعد التعرّض لإصابة معيّنة،[٣] وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع أخرى من الفحوصات يُجريها الطبيب بهدف التأكّد من سير عملية التخثّر بشكل صحيح أو في سبيل تشخيص اضطرابات النزيف، ونذكر منها ما يأتي:[٤]

  • فحص تعداد الدم الكامل.
  • تعداد الصفائح الدموية.
  • فحص زمن البروثرومبين.
  • فحص زمن الثرومبين.
  • وقت النزيف.

أنواع اضطرابات تجلط الدم

قد تكون اضطرابات النزف وراثيّة أو مكتسبة، إذ إن الوراثيّة تنتقل عن طريق الجينات من جيل إلى آخر، في حين يُقصد بالمُكتسبة تلك التي تتطوّر أو قد تحدث من تلقاء ذاتها في مراحل لاحقة من حياة الشخص ولا علاقة لها بأيّ عوامل وراثيّة، وترتبط اضطرابات النزيف بشكلٍ عامّ بحدوث نزيف شديد بعد التعرض لحادث أو إصابة، وقد يحدث النزيف بلا سابق إنذار ودون الحاجة لمُحفّز في بعض حالات اضطرابات النزيف، ويُمكن بيان أبرز أنواع اضطرابات النزيف على النّحو الآتي:[٥]

  • الهيموفيليا: تتمثل هذه الحالة بحدوث انخفاض في مستويات عوامل التخثّر في الدم، ممّا يتسبّب بحدوث نزيف شديد أو غير اعتيادي في المفاصل، وفي الحقيقة يوجد نوعان من الهيموفيليا؛ ألا وهما النوع “أ” والنوع “ب”، ويُشار إلى أنّ الهيموفيليا تكون نادرة الحدوث، ولكن في حال حدوثها فإنّ ذلك يُساهم في التعرّض لمُضاعفات قد تُهدّد حياة الإنسان.
  • نقص أنواع مُعينة من عوامل تجلط الدم: تحديدًا العامل الثاني، أو الخامس، أو السابع، أو العاشر، أو الثاني عشر، ففي حال حدوث اختلالات فيها فسيُعاني المريض من مشاكل النزيف غير الطبيعي.
  • مرض فون فيليبراند: يُمثل أكثر أنواع اضطرابات النزف الوراثيّة شيوعًا، ويُعزى حدوثه إلى نقص في عامل فون فيليبراند ممّا يُحفّز زيادة تجلط الدم.

المراجع[+]

  1. “Hemophilia, coagulation, and blood clotting”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Coagulation”, www.britannica.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
  3. “Coagulation Factor Tests”, medlineplus.gov, Retrieved 5-10-2019. Edited.
  4. “coagulation tests”, www.healthline.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
  5. “Bleeding Disorders”, www.healthline.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.

 

الدم, تجلط, عوامل
أمراض الدم

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *