كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد

كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد

التوحد

للتوحد مسمى عامٌ وهو اضطرابات طيف التوحد، والذي يعد وصفًا لمجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على النمو العصبي، وتُحْدِث هذه الاضطرابات مصاعب في التواصل والتفاعل مع مكونات البيئة المحيطة، ويبدي الأشخاص المصابون بها تكرارًا لأفعال محدودةٍ أو نمط سلوك معين، ويصيب التوحد الأشخاص من مختلفِ أرجاء الأرض، وتبعًا للإحصائيات فإن الذكور معرضون بنسبةٍ أكبر من الإناث لحدوث التوحد، بمعدل أربعة ذكور إلى أنثى واحدة، وتزداد هذه النسب باطرادٍ، ولكن الجدل يقع بين المختصيّن حول إن كانت النسب بالفعل تزداد أو إن عدد الحالات التي يتم تشخيصها بالتوحد يزداد، ويعزى السبب العام لهذه الزيادة للعوامل البيئية، فلذلك من المهم التعرف على كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد.[١]

أنواع التوحد

تنبثق أهمية معرفة نوع الاضطراب، في تحديد كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد، ويعدّ التشخيص المبكر عاملًا مهمًا لما يحدثه من فروقٍ في النتائج، وهناك عدّة أنواع من المصطلحات القديمة والتي تمّ جمعها تحت المسمى العام، وهي بالتفصيل الآتي:[٢]

  • متلازمة أسبرجر: وهي أحد الاضطرابات ذات الشدّة المعتدلة، بحيث إن المصابين بها قادرون على أداء مهماتهم اليومية ويتصفون باتقاد الذهن وحدّة الذكاء، ويركزون على موضوع يهمهم ويناقشونه دون توقفٍ، لكنّهم قد يعانون من صعوبات في التواصل والتفاعل الإجتماعي مع الآخرين.
  • الاضطراب الذاتوي: وتجدر الإشارة إلى أن هذه تسمية طبية، ويشار إليها في الترجمةِ العامة بالتوحد، وقد يسبب هذا الاختلاف في ترجمة المصطلح التباسًا للباحث، ولذا يجب الإشارة إلى أن هذا النوع له أعراض ملازمة أسبرجر ذاتها لكن بشدةٍ أكبر.
  • اضطرابات نمائية شاملة غير محددة: ويشمل هذا النوع الأطفال الذين يعانون من تبعات التوحد بمقدار أشد من المصابين بمتلازمة أسبرجر، ولكن بمقدار أقل من المصابين بالاضطراب الذاتوي.
  • اضطراب الطفولة التحليلي: ويعدّ أقل الاضطرابات ندرةً في الحدوث إلا أنه أشدها خطورةً، بحيث إن الطفل يتطور طبيعيًا، ويكتسب مهارات التواصل واللغة والتفكير، لكنّه يبدأ بفقدها بسرعة في الفترة العمرية ما بين عامه الثاني والرابع، وغالبًا ما يترافق ذلك بحدوث نوبات الصرع.

أعراض التوحد

تجدر الإشارة إلى أن التوحد ليس مرضًا يصاب به الشخص في فترةٍ معينة مع العمر، بل إنه اضطراب يتم عادةً تشخيصه في فترة الطفولة عندما تظهر الأعراض قبل بلوغ الطفل لعامه الثالث، وتختلف شدّته وتبعاته من طفلٍ لآخر، ولكن الأعراض المشتركة العامة هي:[٣]

  • تبني نمط غير مألوف للحديث، كاستعمال صوتِ رجلٍ آلي عند التكلّم.
  • تجنب التواصل البصري مع الآخر.
  • عدم الاستجابة لإيماءات الوالدين في فترة الرضاعة.
  • انعدام الانتباه عند مناداتهم بأسمائهم.
  • تأخر التطور في قدرات الحديث.
  • وجود صعوبة في المحافظة على سير المحادثات.
  • تكرار تراكيب لغوية معينة في غالب الأحيان.
  • صعوبات واضحة في تفهم مشاعر الآخر أو التعبير عن مشاعرهم الخاصة.

أسباب التوحد

لم يتوصل العلم بعد للسبب الرئيس لحدوث التوحد، وقد نفت الدراسات الحديثة وجود ارتباط بين استخدام المطاعيم وحدوث التوحد، ولكنّ البحث الحثيث تشير إلى أن الإصابة به ليست لسبب واحد فقط بل أكثر، ومن هذه الأسباب المحتملة:[١]

  • وجود شخص آخر مصاب في التوحد ضمن العائلة.
  • حدوث الطفرات الجينية مما يسبب خللاً في الكروموسومات.
  • الإنجاب عند تقدم الوالدين في العمر.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • التعرض لعناصر المعادن الثقيلة والسموم البيئية.
  • وجود تاريخ طبي للإصابة بعدوى فيروسية.
  • تعرّض رحم الأم للأدوية كمثل حمض الفالبرويك أوالثاليدوميد.
  • متلازمة الكروموسوم إكس الهش.

كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد

ليس هناك علاج جذريٌ للتوحد، ولكن دراسة كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد، يحسن نوعيّة الحياة ويخفف وطأة الأعراض، وقد يستجيب البعض لأحد العلاجات دون الآخر، ويندرج تحت التأهيل عدّة مساقات وهي:[١]

  • العلاج السلوكي.
  • العلاج باللعب.
  • العلاج الفيزيائي.
  • علاج النطق.

وهناك بعض الإجراءات الإضافية، والتي تندرج تحت كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد، لكنّ يجب توخي الحذر قبل التوجه لها، لقّلة الدراسات حولها وتناقضها، ولذلك يتم تقييم الحالة العامة قبل اتباعها، ومنها:[١]

  • استخدام الفيتامينات بتراكيز عالية.
  • العلاج بالاستخلاب، والذي يتضمن إدخال عناصر بعض المعادن إلى الجسد.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
  • استخدام دواء الميلاتونين لعلاج الأرق ومشاكل النوم.

برامج لعلاج التوحد

كما يمكن تطبيق منظوماتٍ علاجيّة، ممنهجةٍ ومصنفة إلى خطوات وآليات تحسّن جانبًا معينًا من إدراك المصاب بالتوحد، وتحدث تأثيرًا في كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد، وتُطور في الوعي والذاكرة و مهارات التواصل، ومن هذه البرامج:[٣]

  • تحليل السلوك التطبيقي: وتهدف منظومة العلاج هذه إلى تحفيز المصاب للقيام بالسلوك الصحيح، والتخلص من السلوك المؤذي، ويتم ذلك ببدء المختصّ بفهم تأثير البيئة المحيطة على سلوك المصاب، وإدراك التصرف المعين والمطلوب معالجته.
  • برنامج دنفر للتدخل المبكر: ويعتمد هذا البرنامج آلية اللعب، ويساعد في تحسين مهارات التواصل والإدراك لدى الأطفال من عمر السنةِ إلى أربع سنوات.
  • العلاج الوظيفي: والذي من شأنه تعليم المصاب بالتوحد مهارات الحياة اليومية والتعلّم باستقلالية وذاتية، أي دون الحاجة لمساعدة الآخرين.
  • برنامج تيتش للتوحد: ويجرى هذا البرنامج من خلال توظيف احتياجات الطفل المصاب بالتوحد في غرفة صفّية، تتيح له التعلم بالنظر، وتحفيز تركيزه ودعم تواصله بالآخرين، كما تتكامل هذه المنظومة بوجود المرشد النفسي والمختص الطبي ومعالج النطق فيها.

كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد باستخدام الحمية

ليست هناك حمية مخصصة للمصابين بالتوحد، لكنّ اتباع بعض الإرشادات الغذائية من شأنه تحسين نوعيّة الحياة، والتخفيف من بعض المشاكل السلوكيّة بالتحكم بالعناصر الغذائية اليومية، وهذه التوصيات:[١]

  • تجنّب إضافات الأغذية المصنعة: كمثل الألوان والمحليات والمواد الحافظة.
  • تناول الأطعمة بتنوعٍ وانتظام: فعلى الوجبات أن تحتوي على الفواكه والخضراوات الطازجة، السمك، الدواجن الخالية من الدهن، الدهون غير المشبعة، الماء.
  • اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين: وهو البروتين الموجود في القمح، الشعير والحبوب الأخرى، وذلك لاعتقاد الخبراء بأن الجلوتين يسبب التهابات وتأثيرات عكسيةً لبعض المصابين بالتوحد.

فيديو عن كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد

لمزيد من الإرشادات والتفاصيل يتحدث الدكتور زيدان الخمايسة استشاري أمراض النطق واللغة عن كيفية تأهيل الطفل المصاب بالتوحد، مفصلًا الأمر وموضحًا بعض الإجراءات الممكن اتباعها لتحسين الصحّة العامة للمصاب بالتوحد.[٤]