كيفية علاج فطريات المهبل

كيفية علاج فطريات المهبل

أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي

قبل الحديث عن كيفية علاج فطريات المهبل يجدر التطرق لأجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي، وفي الحديث عن هذه الأجزاء لا بُدّ من بيان أنّ هناك أجزاء داخلية وأخرى خارجية، الأجزاء الداخلية تتمثل بالمهبل، الرحم، المبايض، وقنوات فالوب، أمّا الأجزاء الخارجية فهي الشفرتان الصغيرتان والكبيرتان، البظر والغدد الدهليزية الكبيرة، وتتلخص أهمية الجهاز التناسلي الأنثوي في استقبال الحيوان المنوي من أجل تخصيب البويضة وحدوث الحمل، بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الهرمونات الأنثوية المهمة لجسم المرأة، وسيتطرق هذا المقال للحديث عن إحدى مشاكل الجهاز التناسلي الأنثوي وهي فطريات المهبل بما في ذلك التطرق لكيفية علاج فطريات المهبل.[١]

فطريات المهبل

تُعدّ فطريات المهبل أحد أنواع العدوى الفطرية كما يُبيّن الإسم، وإنّ فهم هذه المشكلة يساعد على فهم كيفية علاج فطريات المهبل، والجدير بالذكر أنّ فطريات المهبل شائعة الحدوث، لدرجة أنّه تم تقدير نسبة الإصابة بها بما يُقارب 75%، بمعنى أنّ 75% من نساء العالم يُعانين من فطريات المهبل ولو لمرة واحدة خلال حياتهنّ على الأقل، وفي الواقع لا تُعدّ فطريات المهبل من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولكن توجد بعض الحالات التي تظهر فيها الأعراض بعد التواصل الجنسي مع الشريك، وعلى الرغم من عدم اعتبار فطريات المهبل مشكلة كبيرة، إلا أنها في بعض الحالات قد تدل على وجود مشكلة أو مرض خطير يُهدّد حياة المرأة، فقد يكون الإصابة بها بشكل متكرر دليلًا على وجود مرض السكري، أو الإصابة بالإيدز، أو سرطانات الدم، وفي سياق الحديث عن فطريات المهبل يجدر القول إنّ هناك بعض الحالات النادرة التي تنتقل فيها الفطريات لتصل إلى مجرى الدم، ومثل هذه الحالات قد تُسبب الوفاة.[٢]

أسباب فطريات المهبل

إنّ بيان أسباب فطريات المهبل قبل التطرق للحديث عن كيفية علاج فطريات المهبل أمر مهم للغاية، وإنّ السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذه المشكلة هو اختلال التوازن بين فطريات وبكتيريا المهبل، ففي الوضع الطبيعيّ يوجد في المهبل أصناف من البكتيريا وأخرى من الفطريات تعمل على حمايته من الأجسام المُمرضة، ولكنّ اختلال هذا التوازن يُسبب زيادة في نمو الفطريات، الأمر الذي يُسبب فطريات المهبل، وإنّ أكثر أنواع الفطريات تسببًا بهذه المشكلة تُسمّى المُبيَضّة البيضاء، فعلى الرغم من وجود أنواع أخرى من الفطريات القادرة على إحداث المشكلة ذاتها، إلا أنّ أغلب الحالات تُعزى للمُبيَضّة البيضاء.[٣]

عوامل خطر الإصابة بفطريات المهبل

قبل شرح كيفية علاج فطريات المهبل لا بُدّ من العلم أنّ هناك بعض من العوامل التي تجعل فئات معينة من النساء أكثر عُرضة من أقرانهنّ للإصابة بفطريات المهبل،[٤] وسيأتي أدناه تفصيل أهم العوامل التي تُعرف أنّها تزيد من احتمالية الإصابة بفطريات المهبل:[٥]

  • استخدام المضادات الحيوية: وُجد أنّ النساء اللاتي يأخذن المضادات الحيوية أكثر عُرضة للمعاناة من فطريات المهبل، وخاصة المضادات الحيوية واسعة الطيف، ويُعزى ذلك إلى أنّ المضادات الحيوية واسعة الطيف لها القدرة على القضاء على الكثير من أنواع البكتيريا، بما في ذلك تثبيط نمو البكتيريا الموجودة بالمهبل.
  • ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين: إنّ ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة يجعلها أكثر عُرضةً للإصابة بفطريات المهبل، ومن الحالات التي يرتفع فيها مستوى هذا الهرمون: الحمل، وحالات أخذ العلاجات الهرمونية البديلة، والأدوية التي تُصنّف كموانع للحمل المحتوية على هرمون الإستروجين.
  • عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم: تبّين أنّ النساء اللاتي يكون مستوى السكر في أجسامهنّ خارج السيطرة في حال معاناتهنّ من مرض السكري يكنّ أكثر عُرضةً للمعاناة من فطريات المهبل مقارنة بالنساء اللاتي يستطعن التحكم بمستويات السكر في أجسامهنّ.
  • ضعف الجهاز المناعيّ: إنّ ضعف الجهاز المناعي يجعل المرأة أكثر عرضةً للإصابة بفطريات المهبل، ومن الحالات التي تُضعف الجهاز المناعيّ فيروس العوز المناعي البشري، وأخذ الأدوية المثبطة للمناعة التي تُصنّف ضمن الكورتيكوستيرويدات ولا سيما لفترة طويلة من الزمن.

كيفية علاج فطريات المهبل

إن تحديد كيفية علاج فطريات المهبل تعتمد على حالة المرأة، فهناك بعض الحالات التي يمكن فيها السيطرة على فطريات المهبل دون مراجعة الطبيب، ولكن توجد الكثير من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب، وبشكل عام فإنّه يمكن تحديد كيفية علاج فطريات المهبل دون الذهاب إلى الطبيب في حال: ظهور الأعراض بشكل بسيط دون أن يُصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو ألم في منطقة الحوض، وبشرط ألا تكون هذه المرة الأولى التي تُعاني فيها المرأة من فطريات المهبل وكذلك لا تعاني منها بشكل متكرر، ويُشترط أن تكون المرأة غير حامل كذلك.[٦]

ومن الأمثلة على الخيارات الدوائية التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية ككيفية علاج فطريات المهبل: ميكونازول، وتيتراكونازل، وكلوتريمازول، هذه الأدوية تُستخدم بشكل موضعيّ بحيث يتم تطبيقها في منطقة المهبل، وذلك إمّا على شكل كريمات، أو مراهم، أو تحاميل مهبلية، وفي حال فشل هذه الخيارات العلاجية في السيطرة على فطريات المهبل أو في حال عدم إمكانية اللجوء للعلاجات التي تُباع دون وصفة طبية بسبب اختلال أحد الشروط المذكورة أعلاه فإنّه يُلجأ للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب ومنها دواء فلوكونازول، وهو الدواء الأول الذي يوصف في مثل هذه الحالات ويُعطى عن طريق الفم، والجدير بالعلم أنّه لا يُعطى للنساء الحوامل، وأمّا بالنسبة للآثار الجانبية المرتبطة بكيفية علاج فطريات المهبل بهذه الطريقة فهي في العادة تتمثل بالغثيان، والصداع، والشعور بألم في البطن.[٧]

أعراض فطريات المهبل

بعد بيان كيفية علاج فطريات المهبل تجدر الإشارة إلى أعراض الإصابة بهذه الحالة، وكما هو معروف فإنّ أغلب المشاكل الطبية تتشابه أعراضها مع بعضها البعض، وكذلك الأمر بالنسبة لفطريات المهبل فأعراضها تتشابه مع أعراض مشاكل صحية أخرى، قد تتشابه الأعراض مع مشاكل صحية خطيرة، مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، وكذلك تتشابه أعراض فطريات المهبل مع التهاب المهبل البكتيريّ، والمتمثل بنمو البكتيريا فوق الحد الطبيعيّ في المهبل، وفي سياق الحديث عن الأعراض يمكن بيانها بشيء من التفصيل كالآتي:[٨]

  • احمرار وانتفاخ، وشعور بالحرقة أو الحكة في المهبل وفي منطقة الفرج عامة.
  • الشعور بالألم أو الحرقة أثناء التبول.
  • الشعور بألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
  • ظهور إفرازات غير طبيعية تكون سميكة وذات قوام يُشبه الجبن.

تشخيص فطريات المهبل

بعد بيان كيفية علاج فطريات المهبل باستخدام الأدوية يجدر التأكيد على أنّ تشخيص الإصابة بهذه الحالة لأول مرة دون الرجوع إلى الطبيب المختص أمر غير صحيح البتّة، فتشخيص الحالة لأول مرة منزليًا يُضيّع الوقت والمال وقد يزيد ظهور الأعراض سوءًا، بينما يُعدّ مراجعة الطبيب المختص في المشاكل النسائية الخيار الأفضل، ففي مثل هذه الحالات يقوم الطبيب أو الممرضة بمسح منطقة المهبل أو الفرج وأخذ العينة لفحصها تحت المجهر، ويمكن أن يحتاج الطبيب لفحص المنطقة عينيًا كذلك.[٩]

علاجات منزلية لفطريات المهبل

تُعدّ العلاجات المنزلية من الخيارات التي يمكن إدراجها تحت مفهوم كيفية علاج فطريات المهبل، وإنّ هذه العلاجات المنزلية تتفاوت في فعاليتها، إضافة إلى اختلاف مدى قوة الدليل العلمي الذي يدعم صحتها، وبشكل عام يمكن بيان أهم الخيارات المنزلية التي تُدرج ضمن كيفية علاج فطريات المهبل كما يأتي:[١٠]

  • اللبن: اللبن يُدرج ضمن كيفية علاج فطريات المهبل بسبب احتوائه على بعض أنواع البكتيريا النافعة، وهذا ما يؤدي إلى تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الجسم، ويحد من نمو الفطريات عامة بما فيها فطريات المهبل، والجدير بالتنبيه أنّه يجب اختيار اللبن غير المُحلّى، فالسكريات تزيد مشكلة فطريات المهبل سوءً.
  • حمض البوريك: يمكن استخدام حمض البوريك لعلاج فطريات المهبل التي لم تنجح الخيارات العلاجية الأخرى في القضاء عليها، وإنّ حمض البوريك من العلاجات المنزلية التي تُوصي به مراكز مكافحة الأمراض، لثبات فعاليته في علاج هذه المشكلة، ويمكن استخدامه كعلاج داعم إلى جانب العلاجات الدوائية الموصوفة من قبل الطبيب.
  • زيت المردقوش الشائع: يُنصح باستخدام زيت المردقوش الشائع لعلاج فطريات المهبل، وذلك لاحتوائه على مركبات الثمول والكارفكول، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذا الزيت يمتلك بعض الخصائص المُميّعة للدم، ولذلك يحظر استخدامه في حال المعاناة من مشاكل تخثر الدم، أو في حال أخذ الأدوية التي تعمل على تمييع الدم.
  • البروبيوتيك: تناول البروبيوتيك يُساعد في إعادة التوازن بين البكتيريا والفطريات إلى ما كان عليه في الوضع الطبيعيّ، وخاصة البروبيوتيك المحتوية على اللاكتوباسيلس أسيدوفيلس المُسمّاة أيًضًا بالعصية اللبنية الحمضية، ومن البروبيوتيك ما يمكن الحصول عليه عن طريق المكملات الغذائية التي تباع في الصيدليات، منها ما يعطى عن طريق الفم ومنها ما يُعطى على شكل تحاميل مهبلية.
  • زيت جوز الهند: يمتلك زيت جوز الهند خصائص مضادة للفطريات، وتوجد العديد من الأدلة القوية التي تدعم هذا الادعاء، ولهذا فإنّ زيت جوز الهند خيار مناسب في حال الإصابة بفطريات المهبل، ويجدر التنبيه إلى ضرورة اختيار الزيت العضوي النقيّ منه، ويمكن استعماله بتطبيقه على المهبل موضعيًا.
  • زيت شجرة الشاي: ثبتت فعالية زيت شجرة الشاي كمضاد للبكتيريا والفيروسيات والفطريات كذلك، ولكن لا يصحّ استخدام هذا الزيت وحده، وإنّما يجب تخفيفه لاعتباره مُهيّجًا للجلد، ولذلك فإنه يُنصح إمّا بتخفيفه بزيت جوز الهند أو شرائه على شكل تحاميل مهبلية جاهزة، مع الحرص على عدم بلعها، وتُنصح النساء بالتوقف عن استخدام هذا النوع من المستحضرات في حال تسببه بأي أذى أو ضرر.
  • خل التفاح: يمكن استعمال خل التفاح في علاج فطريات المهبل بعد تخفيفه بالماء، وحقيقةً يمكن استخدام خل التفاح عن طريق تناوله بعد تخفيفه أو بإضافته إلى الماء الدافئ والحرص على الجلوس فيه كحمّام المقعدة، ولكن لا يصح استعماله كغسول مهبليّ داخليّ لأنّه في هذه الحالة يزيد مشكلة فطريات المهبل سوءً.
  • الثوم: على الرغم من نجاح الاختبارات التي أُجريت مخبريًا لدراسة تأثير الثوم على الفطريات المُسببة للعدوى المهبلية، إلا أنّه لا توجد أدلة تدعم استخدامه خارج المختبرات أي على النساء، ولذلك يُنصح بالاكتفاء بزيادة كمية الثوم المتناولة، وعدم وضعه في المهبل لتسببه بتهييج المنطقة وزيادة الشعور بالانزعاج في الغالب.
  • بيروكسيد الهيدروجين: لا توجد أدلة قوية تدعم فعالية استخدام بيروكسيد الهيدروجين في علاج فطريات المهبل، ولكن توجد الكثير من الحالات التي أبدت فيها النساء تحسنًا ملحوظًا، ويمكن استخدام هذا النوع من العلاجات المنزلية ضمن الطرق التي تندرج في كيفية علاج فطريات المهبل بعد تخفيفه بالماء.
  • فيتامين سي: يمكن الاستفادة من فيتامين سي كطريقة لعلاج فطريات المهبل عن طريق تناوله، ولا يصح وضعه على المناطق المهبلية لأنّه يُسبب تهيجها، ويجدر توضيح أنّ فيتامين سي يساعد في علاج حالات الالتهابات الفطرية بطريقتين اثنتين: الأولى تقوية الجهاز المناعي للقضاء على الأجسام المُمرضة، والطريقة الثانية تتمثل بدوره المباشر نتيجة امتلاكه خصائص مضادة للميكروبات بما فيها الفطريات.

الوقاية من فطريات المهبل

لأنّ الوقاية خير من العلاج يجدر اتباع بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على الحدّ من التعرض لمشكلة فطريات المهبل، فكثير من هذه النصائح يندرج ضمن التعديل على نمط الحياة بطريقة صحية سليمة تحول دون الإصابة بهذه الفطريات، ويمكن فيما يأتي بيان أهم هذه النصائح:[٢]

  • الحرص على أن تكون منطقة المهبل جافة، ولا سيما بعد الاستحمام.[٢]
  • المسح من الأمام إلى الخلف وليس العكس حدًا لانتقال الميكروبات.[٢]
  • استخدام الملابس الداخلية القطنية ويُفضل أن تكون ذات مقاسات فضفاضة أو على الأقل غير ضيقة، فهذا ما يساعد على بقاء المنطقة جافة ويُقلل حدوث الاحتكاك.[٢]
  • تبديل ملابس السباحة المُبللة بعد الانتهاء من السباحة.[٢]
  • تجنب استعمال أي مواد كيميائية مُهيّجة لمنطقة المهبل.[٢]
  • الاكتفاء بالاستحمام بالماء لتنظيف منطقة المهبل والحرص على عدم استخدام المركبات العطرية لهذه المنطقة.[٢]
  • عدم استخدام المضادات الحيوبة دون استشارة الطبيب المختص، فاستخدامها وخاصة دون حاجة حقيقية لها يزيد من فرصة الإصابة بفطريات المهبل كما تمّ ذكره أعلاه.[٤]

دواعي زيارة الطبيب

على الرغم من اعتبار حالات فطريات المهبل من المشاكل الصحية البسيطة في العادة، إلا أنّ هناك بعض الحالات التي تتطلب من المرأة الذهاب إلى الطبيب للاطمئنان على الصحة العامة وعلاج مشكلة الفطريات، ومنها: في حال إذا كانت هذه المرة الأولى التي تظهر فيها الأعراض، وفي حال كانت أعراض فطريات المهبل لا تستجيب للعلاجات المنزلية وتلك التي تُباع دون وصة طبية، وفي حال ظهور أعراض أخرى إلى جانب الأعراض التي تُرافق مشكلة فطريات المهبل في الغالب، كما يجب على المرأة أن تراجع الطبيب في حال عدم قدرتها على تمييز فيما إن كانت العلامات تدل على عدوى فطرية مهبلية أم مشكلة أخرى، وأخيرًا يجب على الحامل أن تراجع الطبيب كذلك.
[٥]

فيديو عن كيفية علاج فطريات المهبل

في هذا الفيديو يتحدث استشاري أمراض النسائية والتوليد الدكتور قاسم شهاب عن كيفية علاج فطريات المهبل.[١١]