معلومات عن مرض البرص

معلومات عن مرض البرص

مرض البرص

يتكون مرض البرص من مجموعة من الاضطرابات الجينية الموروثة التي تُسبب نقصان أو عدم إنتاج صبغة الميلانين المسؤولة عن إعطاء اللون للجلد والعيون والشعر، فيكون شعر وجلد المصاب أبيض اللون، وتحمي هذه الصبغة الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية، وبالتالي تزيد حساسية المصاب بالبرص لأشعة الشمس واحتمالية الإصبة بسرطان الجلد، وتلعب صبغة الميلانين أيضًا دورًا مهمًا في تطور الأعصاب البصرية، مما يؤدي لحدوث مشاكل في الرؤية عند المصاب بهذا المرض، وسيتناول هذا المقال معلومات عن مرض البرص.[١]

أسباب مرض البرص

يحدث البرص نتيجة لطفرة جينية في واحد أو أكثر من الجينات المسؤولة عن تكوُّن أو توزيع مادة الميلانين، مما يؤدي إلى نقصان إنتاجها بكميات كافية أو عدم إنتاجها بشكل كامل، ويؤدي اختلاف الجين المصاب إلى ظهور أنواع مختلفة من البرص، فبعضها يصيب العينين فقط والبعض الاخر يمتد ليؤثر على الرئتين والجهاز المناعي مثلًا، ويُسبب اختلاف الجين المصاب أيضًا اختلاف في درجات لون الشعر لتتراوح بين الأبيض والأصفر وصولًا الى اللون الأحمر[٢]، وفي كثير من الحالات يحتاج الطفل نسختين من الجين المسؤول عن الإصابة بالبرص واحد من الأب والآخر من الأم، ولا يُشترط أن يكون الوالدين مصابين بالمرض فقد يكونوا حاملين له فقط، وفي هذه الحالة فإن احتمالية إصابة الأبناء واحد لكل أربعة، ويتم انتقال الجين المسبب لبعض الأنواع على الكروموسوم X فيصاب الذكور مباشرة عند انتقاله لهم بينما تصبح الإناث حاملة للمرض، فعندما تكون الأم حاملة لهذا النوع تكون احتمالية إصابة الذكور أو أن تكون الإناث حاملة للمرض واحد لكل اثنين ولكن إذا كان الوالد مصابًا فإن بناته الإناث يكنَّ حاملات للمرض بالضرورة وأبنائه الذكور لا يحملون المرض أو يصابون به.[٣]

أعراض وعلامات مرض البرص

تظهر أعراض وعلامات البرص على الجلد والشعر والعيون، ويكون تأثيره ليس في اللون والمظهر فقط بل وظيفيًا أيضًا، وفيما يأتي توضيحًا لهذه الأعراض:[٤]

العيون

بالإضافة لشحوب الرموش والحواجب ولون العيون الذي قد يتدرج من الأزرق الفاتح الى البني، يؤدي فقدان الصبغة في القزحية وظهورها بشكل شفاف إلى عدم قدرتها على حجب الضوء بشكل كامل مما يؤدي إلى ظهور بعض العيون فاتحة اللون باللون الأحمر بوجود الإضاءة.

الجلد

يُؤدي تعرُّض بعض المصابين بالبرص لأشعة الشمس الى تكوُّن النمش والشامات الملونة وغير الملونة التي تكون على شكل بقع وردية اللون، ويُصابوا عادة بحروق الشمس دون الإسمرار، فلا يتغير لون الجلد لبعض المصابين أبدًا بينما يتزايد إنتاج صبغة الميلانين في بعضهم الآخر أثناء فترة الطفولة أو المراهقة مما يؤدي إلى تغيرات طفيفة في لونه.

الشعر

يتدرج لون شعر المصابين بالبرص من الأبيض إلى البني، وقد يكون لونه أصفرًا في بعض الآسيوين أو الأفريقيين المصابين، وقد يَغمق في بداية مرحلة البلوغ أو بسبب التعرض للمعادن الموجودة بشكل طبيعي في الماء فيزداد لونه مع العمر.

الرؤية

يعاني المصاب بالبرص من مشاكل في العينين والرؤية، ويعد اضطراب الرؤية من المشاكل المميزة المصاحبة لجميع أنواع البرص وتتضمن هذه المشاكل عدة أعراض يمكن ذكرها كما يأتي:

  • الحركة اللاإرادية السريعة في العينين، وتكون هذه الحركة ذهابًا وإيابًا وتترافق عادة مع تحريك أو إمالة الرأس كمحاولة للتخفيف من هذه الحركة والرؤية بشكل أوضح.
  • الحول، وهو عدم القدرة على إبقاء كلتا العينين موجهة على نقطة معينة أو على الحركة بشكل منسجم.
  • انحناء غير طبيعي في سطح العين، أو في العدسة داخل العين مما يُسبب عدم وضوح الرؤية.
  • نمو شبكية العين بشكل غير طبيعي، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الرؤية.
  • قُصر أو طول النظر الشديد.
  • حساسية العين للضوء.
  • ضعف إدراك عمق الأشياء.
  • الإصابة بالعمى.

تشخيص مرض البرص

يقوم الطبيب لتشخيص مرض البرص بفحص الجلد والشعر ومقارنة لونهما بين أفراد العائلة، وكلما كان البرص من النوع الشديد الظاهر على الجلد كلما سهُل تشخيصه، كما يقوم بمراجعة التاريخ المرضي للطفل للتأكد من تعرضه السابق للنزيف أو للكدمات أو لعدوى غير متوقعة، ويقوم الطبيب المختص بعمل فحص شامل للعيون واستجابة الخلايا الحساسة للضوء فيها للتأكد من أية علامات دالة على وجود مشكلات محتملة،[٤] ولتشخيص البرص بشكل أدق يُمكن عمل فحص جيني والكشف عن الجينات المرتبطة بالبرص وتحديد نوعه،[٢] ويُمكن إجراءه أثناء الحمل لفحص الجنين في الفترة ما بين الأسبوع السادس عشر والثامن عشر من الحمل، ومن الفحوصات التي يتم إجراءها فحص بصيلات الشعر حيث تُنزع من فروة الرأس وتُفحص لمراقبة نشاط التايرونيز tyrosinase وتكوُّن الميلانين.[٥]

علاج مرض البرص

لا يمكن التعافي بشكل تام من مرض البرص، فالعلاج يكون بتخفيف الأعراض وتقديم الرعاية المناسبة لمشاكل العيون خاصة، حيث يقوم المصاب بعمل فحص دوري للعينين وارتداء نظارات بعدسات داكنة للحماية من أشعة الشمس بالإضافة للنظارات أو العدسات الطبية، ويُمكن التقليل من الحركة اللاإرادية في العين بإجراء عملية في العضلات البصرية،[١] ولحماية الجلد يُنصح بوضع واقي الشمس بشكل يومي ومراقبة أي تغيرات قد تطرأ عليه، ولقد تمت موافقة المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأمريكية على دواء نيتيسينون Nitisinone الذي يزيد من مستويات التايروسين في الدم ويزيد من صبغة العيون والشعر، ومن المتوقع استخدامه قريبًا لعلاج البرص العيني Ocular albinism، ولا يسوء البرص مع التقدم في العمر، ويجب أن يحظى المصاب به بمستوى تعليمي ووظيفي مساوٍ لغير المصابين.[٥]

فيديو عن ما هو مرض البرص؟

في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الجلدية والتناسلية والتجميل والليزر الدكتورة شذى العواودة عن ما هو مرض البرص.[٦]