نصائح بعد عملية استئصال الرحم

نصائح بعد عملية استئصال الرحم

عملية استئصال الرحم

قبل الحديث عن بعض النصائح بعد عملية استئصال الرحم لا بُدّ من توضيح مفهوم عملية استئصال الرحم، إذ يمكن تعريفها بأنّها العملية التي يتم فيها التخلص من الرحم لدى المرأة، الأمر الذي يُسبب انقطاع الطمث وفقدان المرأة القدرة على الحمل والإنجاب حتى نهاية العمر، ومن الجدير بالعلم أنّ عملية استئصال الرحم قد تتضمن استئصال أعضاء أخرى أيضًا مثل المبيضين أو قنوات فالوب، وذلك بحسب الهدف الذي أُجريت من أجله العملية، وسيتحدث هذا المقال عن عملية استئصال الرحم وبعض الأمور المرتبطة بها بما في ذلك نصائح بعد عملية استئصال الرحم.[١]

أسباب عملية استئصال الرحم

إنّ ذكر بعض النصائح بعد عملية استئصال الرحم لا يكون واضحًا قبل فهم دواعي إجراء هذه العملية، ففي الواقع يُلجأ لهذا النوع من الخيارات الجراحية في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من بعض المشاكل الصحية التي سيأتي بيانها، ولكن لأنّ عملية استئصال الرحم تُنهي قدرة المرأة على الحمل والإنجاب؛ فإنّ هذه الدواعي لا يعني وجودها ضرورة الالتزام بإجراء عملية استئصال الرحم، إذ يمكن التفكير ببعض الحلول الأخرى بدايةً، وفيما يأتي تفصيل أسباب إجراء عملية استئصال الرحم:[٢]

  • سرطان الأجزاء التناسلية الأنثوية: عند إصابة المرأة بالسرطان في أيّ من أجزائها التناسلية قد يجعل الخيار الأفضل هو استئصال الرحم، ومن الأمثلة على ذلك سرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم، ولكن يجدر العلم أنّ الجراحة لا يُشترط أن تكون الخيار الأفضل على الإطلاق، فهناك علاج كيماوي وعلاج إشعاعيّ، ويتم الاختيار بين هذه العلاجات والجراحة بحسب نوع السرطان وموقع إصابته ومدى تقدم الحالة.
  • ألياف الرحم: تُعدّ ألياف الرحم نمو غير طبيعيّ حميد يظهر في الرحم، ومن الأعراض التي تُرافق هذه الحالة: النزيف الشديد، الشعور بضغط في المثانة البولية، الإصابة بفقر الدم، والإحساس بألم في الحوض، وتجدر الإشارة إلى أنّ إجراء عملية استئصال الرحم تُعدّ الخيار الوحيد الأكيد الذي يقضي على هذه الألياف، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك بعض حالات الألياف التي تكون فيها الأعراض بسيطة ولا تستدعي العلاج.
  • بطانة الرحم المهاجرة: تتمثل مشكلة بطانة الرحم المهاجرة بنمو بطانة الرحم خارجه، وفي الغالب يكون النمو على المبايض أو قنوات فالوب أو في الحوض أو البطن عامةً، ومن الممكن اللجوء لخيار استئصال الرحم في حال فشل العلاجات الأخرى في السيطرة على الحالة، والجدير بالعلم أنّ استئصال الرحم في هذه الحالات يُرافقه استئصال المبايض وقنوات فالوب.
  • تدلي أو هبوط الرحم: يُقصد بهبوط الرحم تدلّي الرحم عبر المهبل بسبب ضعف الأربطة والأنسجة التي تدعم الرحم، وإنّ هذه الحالة في الغالب تُسبب أعراضًا شديدة، مثل: السلس البولي، الشعور بصعوبة أثناء عملية الإخراج، بالإضافة إلى الإحساس بالضغط في الحوض.
  • اضطراب الدورة الشهرية: من الممكن أن تُعاني بعض النساء من مشكلة غزارة الطمث أو زيادة عدد أيامها عن الوضع الطبيعي أو عدم انتظامها بشكل عام، وقد يكون الحل الأمثل في بعض الحالات هو استئصال الرحم بشكل كامل عند استحالة السيطرة على الاضطراب بالطرق الأخرى.
  • ألم الحوض المزمن: من الممكن أن يكون إجراء عملية استئصال الرحم حلًا لبعض مشاكل ألم الحوض المزمنة، ولكن إنّ هذا الأمر نادر الحدوث، ففي أغلب الحالات لا تُعالج مشاكل الآلام بعد الخضوع لهذه العملية، ولذلك لا بُدّ من التفكير مليًا قبل إجراء العملية خاصةً في مثل هذه الحالات .

فحوصات تجرى قبل استئصال الرحم

قبل بيان بعض النصائح بعد عملية استئصال الرحم يجدر التنبيه إلى أنّ هناك مجموعة من الفحوصات التي يجدر بالطبيب المختص إجراءها قبل إخضاع المراة لهذه العملية، وإنّ طبيعة هذه الفحوصات تعتمد على السبب الكامن وراء إجراء عملية استئصال الرحم، وبشكل عام لا بُدَّ للطبيب من تشخيص الحالة وإجراء الفحص الجسدي، بالإضافة إلى عمل لطاخة بابانيكولاو المُسمّاة أيضًا لطاخة عنق الرحم، وأمّا بالنسبة للفحوصات التي يجدر إجراؤها بحسب الحالة فيمكن تفصيلها أدناه:[٣]

  • التنظير: في حال الرغبة في إجراء عملية استئصال الرحم لحل مشكلة آلام الحوض، والتنظير من الجراحات البسيطة التي يُهدف من إجرائها معرفة السبب الكامن وراء الشعور بالألم، وفيما إن كان له علاقة بالرحم.
  • الخزعة: في حال كان السبب وراء إجراء عملية استئصال الرحم هو النزف المهبلي غير الطبيعيّ، فيمكن أخذ خزعة من الخلايا المُبطّنة للرحم للكشف عن وجود سرطان أو خلايا شبه سرطانية قابلة للتطور إلى السرطان، ومن الجدير بالعلم أنّه يمكن الاستعانة بفحوصات أخرى لتأكيد التشخيص، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري.

تقنيات استئصال الرحم

يجدر ذكر أنّ هناك مجموعة من التقنيات التي يمكن اللجوء إليها لاستئصال الرحم قبل الحديث عن نصائح بعد عملية استئصال الرحم، ويعتمد الطبيب المختص في اختيار التقنية المناسبة على عدة عوامل، ويمكن بيان أهمّ هذه التقنيات مع توضيح الفروقات بينها فيما يأتي:[٤]

استئصال الرحم عن طريق البطن

من تقنيات استئصال الرحم ما يُعرف باستئصال الرحم البطنيّ، وتتم هذه الطريقة بإجراء الطبيب المختص شقًا في البطن يتراوح طوله بين 15-20 سنتيمترًا، وإنّ أغلب ما يُلجأ لهذه التقنية في حال الحاجة لاستئصال قنوات فالوب والمبايض كذلك، وذلك في حالات السرطانات وبعض حالات بطانة الرحم المهاجرة أو في حالات المشاكل الصحية التي وصلت إلى الحوض، وكذلك في حال المعاناة من مشكلة تضخم الرحم وزيادة حجمه عن الوضع الطبيعيّ، ومن الممكن أن يُجرى شق العملية بشكل عامودي أو أفقي، أمّا الأفقي فيبدأ بنهاية السرة ويمتد حتى أعلى منطقة العانة، وأمّا الأفقي فيكون في الجزء العلوي من شعر العانة.[٤]

استئصال الرحم المهبليّ

يقوم مبدأ استئصال الرحم المهبلي على استئصال الرحم عن طريق فتحة المهبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العملية ليست بحاجة إلى إجراء جرح أو شق خارجي، وبذلك لا تُخلّف هذه العمليات ندوبًا في موضع إجرائها، وممّا يجدر بيانه أيضًا أنّ استئصال الرحم المهبليّ يُلجأ إليه في الحالات التي يكون فيها الدافع وراء إجراء هذه العملية هو الإصابة بتدلي أو هبوط الرحم، أو في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من مشاكل تستدعي إحداث تصحيحات في المهبل كذلك.[٤]

استئصال الرحم بالتنظير

يقوم مبدأ استئصال الرحم بالتنظير على إحداث شق صغير في البطن وليس جرحًا كبيرًا كما في حالات استئصال الرحم البطنيّ، وبعد ذلك يقوم الطبيب المختص بتوجيه منظار مزوّد بكاميرا خاصة، مع العلم أنّ المنظار يكون على شكل أنبوب، ويجدر العلم أنّه يتم استئصال الرحم في مثل هذه الحالات على شكل أجزاء أو قطع، وقد تتم هذه الإزالة أو الاستئصال عن طريق البطن أو حتى عن طريق المهبل، وذلك بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسبًا.[٤]

اختبار الكشف عن سرطان الرحم بعد استئصاله

قبل توضيح النصائح بعد عملية استئصال الرحم يجدر القول أنّ هناك حالات يجدر فيها إجراء اختبار الكشف عن سرطان الرم بعد استئصاله، ويُعرف هذا الاختبار بلطاخة عنق الرحم، ويقوم مبدأه على أخذ عينة من عنق الرحم لفحصها مخبريًا، ولكن لا يُجرى هذا الاختبار إلا في حال كانت عملية استئصال الرحم قد تضمن استئصاله دون استئصال عنق الرحم، وفي مثل هذه الحالات يُطلب إجراء هذا الفحص مرة كل سنة، وفي حال الحصول على نتائج طبيعية لثلاثة فحوصات متتالية، فإنّ الطبيب المختص قد يطلب إجراء هذا الفحص مرة كل سنتين أو حتى مرة كل ثلاث سنوات.[٥]

علاجات بديلة لعملية استئصال الرحم

من المعلومات المهم ذكرها قبل بيان نصائح بعد عملية استئصال الرحم هي العلاجات البديلة التي يمكن اللجوء إليها عوضًا عن استئصال الرحم، فمن الممكن التفكير بجميع الخيارات العلاجية البديلة قبل الإقدام على استئصال الرحم في حال الإصابة بأي مشكلة غير السرطانات التي تظهر في هذه المنطقة، ومن هذه العلاجات ما يُسمّى بانصمام الشريان الرحمي، أو استئصال جزء من الرحم، بالإضافة إلى توفر مجموعة من الأدوية الحديثة التي يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات، وذلك بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسبًا.[٣]

مضاعفات عملية استئصال الرحم

إنّ بيان المضاعفات والمخاطر التي قد تترتب على إجراء عملية استئصال الرحم أمر مهم قبل بيان بعض النصائح بعد عملية استئصال الرحم، ويجدر العلم أنّ هذه المضاعفات لا يُشترط حدوثها، بمعنى أنّها مضاعفات مُحتملة لأي عملية جراحية كُبرى، وقد تُعاني منها المرأة أو لا تعاني منها، ومنها نذكر الآتي:[٦]

  • فقدان كمية كبيرة من الدم بسبب النزيف.
  • إلحاق الضرر بالأنسجة المجاورة، مثل الإحليل، المثانة البولية، الأوعية الدموية والأعصاب الموجودة في تلك المنطقة.
  • الإصابة بالالتهابات والعدوى.
  • تكون تجلطات أو خثرات دموية.
  • ظهور بعض الآثار الجانبية المتلعقة بالتخدير.
  • حدوث انسداد في الأمعاء.

الجانب النفسي بعد عملية استئصال الرحم

قبل الحديث عن النصائح بعد عملية استصال الرحم لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هذه العملية تؤثر في نفسية المرأة بشكل سلبي للغاية، فإضافة إلى القلق حيال شفاء الجرح وكيفية الشعور أثناء العملية، يُراود المرأة مجموعة من المشاعر السلبية التي غالبًا ما تتمحور حول فقدان القدرة على الحمل والإنجاب، ومن الأمور التي تساعد على التعامل مع الجانب النفسي لدى المرأة بعد عملية استئصال الرحم نذكر الآتي:[٧]

  • استذكار السبب الكامن وراء الخضوع لعملية استئصال الرحم: فعادة ما تُجرى هذه العملية لإنقاذ حياة المرأة أو رفع جودتها بشكل ملحوظ، هذا بالإضافة إلى دور هذه العملية في التخفيف من الألم والنزيف المصاحبين للكثير من الحالات الطبية التي تستدعي إجراء عملية استئصال الرحم كما تمّ بيانه سابقًا.
  • فهم طبيعة عملية استئصال الرحم بشكل جيد: وذلك بسؤال الطبيب المختص حول الإجراءات التي تحدث خلالها، وما يترتب عليها، وهذا ما يساعد بشكل واضح على التخفيف من القلق حيال إجراء هذه العملية، ويجدر التنبيه إلى ضرورة الاستفسار حول إمكانية ممارسة العلاقة الزوجية بعد هذه العملية.
  • تقبل الدعم من الآخرين المُقربين: بما في ذلك أفراد العائلة والأصدقاء، فهذا يساعد على تجاوز المشاعر السلبية بشكل محلوظ للغاية.
  • الحرص على تخفيف التوتر والقلق قبل إجراء العملية: وذلك بممارسة تقنيات الاسترخاء، والتأمل، وتمارين التنفس العميق وما شابه.
  • تقبل حقيقة أنّ الوقت المستغرق في الامتثال للشفاء التام قد لا يكون قصيرًا: فقد تبين أنّ أغلب النساء يحتجن إلى ما يُقارب شهرين حتى يتماثلن للشفاء التام، وإنّ فهم هذه الحقائق يُساعد على تقبّلها وتقليل الخوف والقلق حيال عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعيّ بعد الخضوع للعملية مباشرةً.

نصائح قبل عملية استئصال الرحم

يجدر توضيح بعض النصائح قبل عملية استئصال الرحم قبل بيان بعض النصائح بعد عملية استئصال الرحم، وذلك لأنّ هذه العملية تُعدّ جراحة كُبرى وتستغرق وقتًا لتتعافى المرأة منها بشكل كليّ، فضلًا عن أنّها تؤذن بدخول المرأة في سن اليأس بشكل مبكر في العادة،[٨] ومن النصائح التي يجدر بالمرأة ابتاعها قبل إجراء عملية استئصال الرحم ما يأتي:[٩]

  • الالتزام بتعليمات الطبيب كاملة بما في ذلك طبيعة الأدوية التي يجدر تجنبها قبل الخضوع للعملية، مثل: الأسبرين، والوارفارين، والآيبوبروفين.
  • الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة ثماني ساعات قبل دخول العملية.
  • الإقلاع عن التدخين.

نصائح بعد عملية استئصال الرحم

إنّ اتباع مجموعة من النصائح بعد عملية استئصال الرحم يسهل الشفاء من هذه العملية ويُسرّعه، وذلك لأنّ نصائح بعد عملية استئصال الرحم تساعد الجسم على التعامل مع جرح العملية بطريقة سليمة، ويمكن بيان أهمّ النصائح بعد عملية استئصال الرحم فيما يأتي:[١٠]

  • النوم لثماني ساعات على الأقل في الليلة الواحدة، مع العمل على زيادة عدد ساعات النوم في حال الشعور بالتعب والإرهاق.
  • تناول الطعام الصحي الذي يساعد على تحقيق الشفاء ويقوم بزيادة مستويات الطاقة في الجسم، ومن الأمثلة على الطعام الصحي: الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة أو منزوعة الدسم، وإنّ هذه النصيحة تُعدّ من أهمّ النصائح بعد عملية استئصال الرحم..
  • الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الألياف، والحرص على شرب الماء بكميات كبيرة، فهذه من أهم نصائح بعد عملية استئصال الرحم، وذلك للتخفيف من مشكلة الإمساك التي سرعان ما تظهر بعد إجراء عملية استئصال الرحم، وإنّ هذه المشكلة قد تزداد سوءً بسبب تناول بعض انواع مسكنات الألم، وفي حال عدم قدرة الألياف على حل المشكلة فإنّه يُوصى بأخذ بعض أنوع المُليّنات.
  • الإقلاع عن التدخين قبل العملية والحرص على عدم الرجوع إليه بعد الانتهاء منها، وذلك لأنّ التدخين يُبطّئ عملية الشفاء ويتسبب بحدوث العديد من المضاعفات على مستوى الجهاز التنفسيّ جراء الخضوع للتخدير.
  • الحرص على مراجعة الطبيب المختص بعد إجراء العملية لغرض متابعة الحالة والاطمئنان على سرعة الشفاء وامتثال المصابة له، وهذا من أكثر النصائح بعد عملية استئصال الرحم التي يجدر الالتزام بها.
  • تجنب الجماع ووضع أي شيء في المهبل بعد إجراء العملية لمدة أربعة إلى ستة أسابيع.
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة خلال الأسابيع الستة الأولى من إجراء العملية بما في ذلك حمل الأطفال والأثاث.
  • تجنب السباحة إلى حين التئام الجرح بشكل تام، فهذا أيضًا من النصائح بعد عملية استئصال الرحم.

فيديو عن نصائح بعد عملية استئصال الرحم

في هذا الفيديو يتحدث استشاري أمراض النسائية والتوليد الدكتور قاسم شهاب عن نصائح بعد عملية استئصال الرحم.[١١]