أسباب التهاب العصب الثامن

أسباب التهاب العصب الثامن

التهاب العصب الثامن

أو ما يعرف بالعصب الدهليزي هو التهاب في الجزء الدهليزي من العصب، والذي يعمل على نقل الرسائل من الأعضاء الدهليزية في الأذن الداخلية إلى الدماغ، وتشمل الأعضاء الدهليزية ثلاث قنوات نصف دائرية على شكل حلقي وبنيتين على شكل كيس، كما توفر الخلايا السائلة وخلايا الشعر في هذه الأجهزة للدماغ معلومات حول موضع وحركة الرأس، ويستخدم الدماغ هذه المعلومات للمساعدة في الحفاظ على التوازن، كما يعمل الدماغ على دمج الإشارات العصبية التي يتلقاها من الأذن اليسرى واليمنى، وفي حال كانت الإشارات العصبية التي يتلقاها من الأذنين مختلفة فعندها تظهر أعراض الدوخة، كما أنه غالبًا ما يصاحبها صعوبة في الرؤية أو التوازن، ويستعرض المقال أسباب التهاب العصب الثامن وطرق الوقاية منه وعلاجه.

أعراض التهاب العصب الثامن

تعتمد الأعراض على مدى تضرر ومدى التهاب العصب الثامن، فهي تتراوح بين الدوخة العادية إلى مراحل أشد، وقد تزداد الأعراض إلى درجة شعور المريض بعدم القدرة على الوقوف، وعادةً ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى ذهاب المصاب بالأعراض للطبيب مباشرة، وفيما يأتي أبرز أعراض التهاب العصب الثامن:[١]

  • الدوار المفاجئ.
  • مشاكل التوازن.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • الدوخة.
  • الصعوبة في التركيز.

أسباب التهاب العصب الثامن

يُعتقد أن معظم حالات التهاب العصب الثامن ناجمة عن عدوى فيروسية، كما قد يصيب الالتهاب الفيروسي الجسم بالكامل أو العصب الثامن وحده، وتشمل الفيروسات فيروس الهربس والحصبة وداء الوحيدات والأنفلونزا والنكاف والتهاب الكبد، ونادرُا ما يكون التهاب العصب الثامن من مضاعفات عدوى الأذن الوسطى البكتيرية التي انتقلت إلى الأذن الداخلية[٢]، وفيما يأتي أهم أسباب التهاب العصب الثامن:[١]

  • الإنفلونزا: يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى الأعراض الشائعة كالحمى والإرهاق بالإضافة إلى التهاب الدهليز في الأذن.
  • الحصبة الألمانية: هي عدوى فيروسية تسبب طفحًا أحمر على الجسم، وبصرف النظر عن الطفح عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالحصبة الألمانية من الحمى وتضخم الغدد اللمفاوية.
  • النكاف: تؤثر الحالة بشكل أساسي على الغدد اللعابية -الغدد مسؤولة عن إنتاج اللعاب- وهناك ثلاث مجموعات من الغدد اللعابية على كل جانب من الوجه، كما من الممكن أن يؤدي المرض إلى التهاب العصب الثامن.
  • الحزام الناري: ينشأ الحزام الناري عن طريق الإصابة بالفيروس المسؤول عن الحصبة بعد فترة من الزمن، وذلك نتيجة عودة نشاطه في الجسم، مما يؤدي إلى إصابة الأعصاب على طرفي الجذع وفي بعض الأحيان ممكن أن يسبب التهاب العصب الدهليزي.
  • جدري الماء: يتميز الجدري بوجود بثور حمراء تظهر في جميع أنحاء الجسم، ويعتبر من الفيروسات التي تصيب غالبًا الأطفال، كما أن له أعراض كثيرة منها ما قد يؤدي إلى إصابة العصب الدهليزي.

تشخيص التهاب العصب الثامن

عادة ما يتم تشخيص التهاب العصب الثامن من خلال استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للدوخة مثل: السكتة الدماغية والحساسية والآثار الجانبية للدواء أو غيرها من الاضطرابات العصبية أو الحالات الطبية، ومن أحد الأدلة على أن الشخص مصاب بالتهاب العصب الثامن هو رأرأة أفقية أو حركة العين السريعة في اتجاه الأذن غير المتأثرة، خاصة إذا لم تكن هناك أعراض عصبية أخرى مثل تغيرات في الرؤية أو ضعفها، كما قد يقوم الطبيب المختص بإجراء اختبارات السمع واختبارات التوازن والاختبارات التي تقيس قدرة الشخص على التركيز على الأشياء أثناء حركات الرأس السريعة ويطلق عليها اختبار دفع الرأس[٢]، وفيما يأتي بعض الفحوصات التي قد تساعد في تشخيص المرض:[٣]

  • الدراسات المخبرية: قد تكون الدراسات المخبرية مفيدة للمساعدة في التمييز بين الدوار وأنواع أخرى من الدوخة مثل الدوار الخفيف.
  • التصوير الطبقي: يساعد التصوير الطبقي للدماغ في الكشف عن أي مشاكل أخرى قد تؤدي إلى الدوخة مثل: نزيف الدماغ أو الجلطات الدماغية.

علاج التهاب العصب الثامن

للمساعدة في علاج  التهاب العصب الثامن الناجم عن عدوى جسمية، سيحتاج المريض على الأرجح إلى مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات لعلاج العدوى، كما أنه لا يوجد علاج قياسي لالتهاب العصب الثامن نفسه، ولكن بعض الأشياء قد تساعد في الحد من الأعراض أثناء الشفاء، بعض الأدوية يمكن أن تساعد في الدوخة والغثيان وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:[١]

  • ديفينهيدرامين diphenhydramine.
  • ميكليزين meclizine
  • لورازيبام lorazepam.
  • الديازيبام diazepam.

وفي حالة عدم التوقف عن التقيؤ وزيادة الجفاف، قد يقترح الطبيب أيضًا السوائل الوريدية أو يمكن للمريض الإكثار من شرب السوائل في المنزل، كما أنه في حالة عدم تحسن الأعراض بعد بضعة أسابيع، فقد يحتاج المريض إلى علاج إعادة تأهيل الدهليز، وهذا ينطوي على القيام بتمارين معينة لمساعدة العقل على التكيف مع التغيرات في التوازن، كما يمكن القيام ببعض التمارين والنصائح التي تعمل على تقليل الشعور بالدوار ومنها ما يأتي:[٢]

  • نقل وزن الجسم من جانب إلى آخر أو من الأمام إلى الخلف أثناء الوقوف.
  • تركيز العين على جسم ما أثناء تدوير الرأس من جانب إلى آخر.
  • تركيز العين على هدف بعيدٍ جدًا أثناء المشي تجاهه، مع أخذ نظرات موجزة من حين لآخر إلى الأرض.

الوقاية من التهاب العصب الثامن

ولأن السبب الرئيس في التهاب العصب الثامن ناتج عن عدوى فيروسية في معظم الأحيان، فيمكن الوقاية من التهاب العصب الثامن بنفس الطريقة التي تمنع الإصابة بالفيروسات، كالتأكد من غسل اليدين جيدًا، خاصةً قبل إعداد الطعام وبعد استخدام الحمام، بالإضافة إلى التأكد من الحصول على جميع اللقاحات المضادة للفيروسات، كما أن الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالزكام والأمراض المعدية يقلل من فرص الإصابة بالفيروسات والتهاب العصب الثامن.[٤]

فيديو عن إصابات العصب الثامن وأعراضها

في هذا الفيديو يتحدث جراح التداخلات الشريانية الدماغية وجلطات الدماغ الدكتورهيثم دبابنة عن إصابات العصب الثامن وأعراضها.[٥]