نسبة الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية

نسبة الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية

سرطان الغدد اللمفاوية

إن سرطان الغدد اللمفاوية -أو اللمفوما- هو السرطان الذي يصيب نوعًا من الخلايا التي تقاوم الإنتانات ضمن الجهاز المناعي عند الإنسان، والتي تُدعى الخلايا اللمفاوية، وهذه الخلايا توجد في الغدد -أو العقد- اللمفاوية، بالإضافة إلى الطحال والتيموس ونقي العظم وأجزاء الجسم الأخرى، وعندما يحدث السرطان في الغدد اللمفاوية، فإن الخلايا اللمفاوية تُصبح خارج السيطرة، وهناك نوعان رئيسان للّمفوما، وهما لمفوما هودجكن ولمفوما لاهودجكن -وهو الأشيع-، ويختلف هذان النوعان في الخلايا التي يصيبانها وطرق العلاج بينهما، ويُعد اللمفوما سرطانًا قابل للعلاج، وتعتمد نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية على نوع اللمفوما الحاصلة ومرحلتها، ويمكن للطبيب المختص أن يساعد في تحديد العلاج الأنسب بحسب حالة المريض وتقدّم السرطان. [١]

أعراض سرطان الغدد اللمفاوية

قد لا يتسبب سرطان الغدد اللمفاوية بأي عرض في مراحله المبكرة، ولكن قد يكتشف الطبيب أثناء الفحص الدوري لسبب آخر تورّمًا لإحدى العقد اللمفاوية، والتي يمكن أن تُجسّ على شكل عقد صغيرة طرية تحت البشرة، حيث يمكن أن يشعر الشخص بهذه العقد في المناطق الآتية: [٢]

  • الرقبة.
  • أعلى الصدر.
  • تحت الإبط.
  • قرب المعدة.
  • في منطقة الجذع.

كما أن أعراض اللمفوما ليست نموذجية، وهي غير نوعية، أي أنّ الشخص قد يتجاهلها تمامًا ظنًّا منه أنّها أعراض لمرض بسيط، فمن الأعراض الشائعة لسرطان الغدد اللمفاوية ما يأتي:

  • الألم العظمي.
  • سعال.
  • إرهاق.
  • ضخامة طحالية -أيسر البطن-.
  • حُمّى.
  • تعرّق ليلي.
  • ألم عند تناول المشروبات الكحولية.
  • طفح حاكّ.
  • طفح في مناطق الثنيات الجلدية.
  • ضيق التنفس.
  • حكّة جلدية.
  • آلام في منطقة البطن.
  • فقدان وزن غير مُفسّر.

وبما أنّ أعراض اللمفوما سهلة التجاوز، فإنّه من الصعب تحديد وتشخيص المراحل الباكرة من سرطان الغدد اللمفاوية، ولذلك من الضروري معرفة أنّه مع تغير الأعراض للأسوأ، فإن السرطان ربّما ينتقل إلى مرحلة متطورة أكثر.

أسباب سرطان الغدد اللمفاوية

ليس من المعروف تمامًا السبب المباشر وراء حدوث اللمفوما، إلّا أنّه يحدث بداية في الكريات البيضاء اللمفاوية نتيجة لطفرة وراثية، حيث تقوم هذه الطفرة بإجبار الخلايا على التضاعف لعدّة مرات وبعشوائية، منتجةً خلايا لمفاوية مرضية تنقسم بدورها إلى خلايا شاذة أخرى، وأيضًا تقوم هذه الطفرة بجعل الخلايا تعيش لفترات زمنية أطول من الطبيعي، ممّا يؤدي إلى تراكم خلايا لمفاوية غير سليمة وغير فعالة في العقد اللمفاوية، ممّا يؤدي إلى تورّمها وتضخّمها. [٣]

عوامل الخطر لحدوث سرطان الغدد اللمفاوية

هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من نسبة حدوث اللمفوما، حيث وُجدت هذه العوامل عند المصابين بنسبة كبيرة، من عوامل الخطر المسؤولة عن زيادة نسبة حدوث سرطان الغدد اللمفاوية ما يأتي:[٣]

  • العمر: تُعد بعض أشكال اللمفوما أشيع عند صغار البالغين، بينما يُشخص بعضها الآخر فوق سن 55.
  • الذّكورة: يحمل الذكور نسبة أكبر للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية من الإناث.
  • الإصابة بأمراض في الجهاز المناعي: خصوصًا عند الأشخاص المصابين باضطرابات تقلل من فعالية الجهاز المناعي أو الذين يتناولون الأدوية الكابحة لجهاز المناعة.
  • الإصابة ببعض الإنتانات: بعض الإنتانات تسبب زيادة احتمالية تطوير اللمفوما، من هذه الإنتانات فيروس EBV والإصابة بالملتوية البوابية -والتي تحمل خطر الإصابة بلمفوما المعدة-.

تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية

يمكن للتشخيص المبكر أن يرفع من نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية بشكل كبير، ويقوم التشخيص عادة على القيام بالفحص السريري الشامل، متضمّنًا فحص الغدد اللمفاوية بحثًا عن الضخامات، وقد يتم إجراء خزعة للعقد اللمفاوية لتحرّي الخلايا الورمية ضمنها، كما يمكن القيام بالإجراءات التشخيصية التالية لنفي الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدّي إلى ضخامة العقد اللمفاوية، من هذه الإجراءات ما يأتي: [١]

  • بزل أو خزعة من نقي العظم.
  • صورة صدر شعاعية بسيطة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET scan.
  • الفحوصات الجزيئية.
  • بعض الفحوصات الدموية البسيطة لتحرّي الزيادة المفرطة في عدد الكريات البيض.

ويجب التنويه إلى أنّه ليس كل تضخّم في العقد اللمفاوية يعني السرطان، بل يمكن القول أنّه من النادر أن يعني التضخم المشاهد في العقد اللمفاوية أن الشخص مصاب بالسرطان، فالتشاخيص الأكثر احتمالًا تتضمن الإنتانات القريبة من العقدة أو في العقدة بحدّ ذاتها، بالإضافة إلى بعض الأمراض التي تسبب ضخامة عقد لمفاوية متعدّدة.

علاج سرطان الغدد اللمفاوية

عادة ما يشترك عدّة أطبّاء من مجالات طبية مختلفة للاتفاق على خطة علاج تناسب كل مريض لمفوما، حيث يجتمع كل من طبيب أمراض الدم وطبيب الأورام وطبيب التشريح المرضي لتقديم المشورة والنصيحة الأفضل، ولمحاولة رفع نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية قدر الإمكان، وتعتمد علاجات اللمفوما عادة على مرحلة الورم، حيث يتم تقسيم الإصابة الورمية عادة إلى عدّة مراحل بحسب شدّة انتشار الورم ونوع الخلايا الورمية المتشكّلة ودرجة تمايزها تحت المجهر، بالإضافة إلى أخذ الانتقالات إلى الأنسجة المجاورة بعين الاعتبار. [٢]

وتتنوع العلاجات المتاحة بحسب كل نوع من أنواع الورم -بالإضافة إلى درجته-، ولكنها عادة ما تشمل المحاور الرئيسة الآتية: [١]

كما يمكن أن يتطلب العلاج في الحالات المستعصية زرع نقي العظم، وهو الإجراء الذي يتضمن القضاء على جميع الخلايا المناعية في الجسم، السليمة منها والخبيثة، مع ما يرافق هذا الأمر من زيادة نسبة حدوث الإنتانات بشكل كبير، ثم زرع خلايا نقي العظم من شخص متبرّع، لتقوم الخلايا المزروعة بإنتاج خلايا مناعية سليمة وتعود دورة حياة الجهاز لمناعي لحالتها السليمة.

نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية

تتنوع نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية بشكل كبير بين المرضى، وذلك بحسب درجة الورم الحاصلة ونوع اللمفوما، فكثير من أنواع اللمفوما قابلة للعلاج بشكل نهائي بدون اختلاطات أو مشاكل لاحقة كبيرة، بينما بعضها يحمل خطرًا كبيرًا ونسبة قليلة للشفاء.

كما أن بعض أنواع اللمفوما بطيئة النمو -أو كما يُطلق عليها أحيانًا بأنّها كسولة-، وبالتالي فقد يختار الأطباء عدم علاجها بالمطلق، وذلك لأن الاختلاطات الناتجة عن العلاج قد تفوق الاختلاطات الناتجة عن استمرار المرض على وضعه الحالي.

وعادة ما يتم قياس نسبة الشفاء من سرطان الغدد اللمفاوية -وكثير من أنواع السرطانات- بمعيار البقيا لمدّة 5 سنوات، والذي يعني احتمالية استمرار المريض على قيد الحياة لمدّة 5 سنوات منذ وقت تشخيص السرطان، ويجب التنويه إلى أن هناك حالات عديدة لمرضى يعيشون لمدّة أطول بكثير من 5 سنوات، وهناك حالات لا يعيش فيها المرضى لتلك المدّة، كما أنّ هذه المدّة تختلف بحسب الكثير العوامل التي تؤثر على حياة الإنسان بمفرده، كالعوامل البيئية والتدخين وشرب الكحول وغيرها. [٤]

ويُقدّر معدّل البقيا لمدّة 5 سنوات عند مريض لمفوما هودجكن مرحلة 1 بحوالي 90 بالمئة، بينما يبلغ في المرحلة 4 -أي أشدّ المراحل- حوالي 65 بالمئة، بينما عند مريض لمفوما لاهودجكن يبلغ معدّل البقيا لمدّة 5 سنوات حوالي 70 بالمئة، ويبلغ معدّل البقيا لمدّة 10 سنوات حوالي 60 بالمئة. [٢]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت What Is Lymphoma?, , “www.webmd.com”, Retrieved in 31-01-2019, Edited
  2. ^ أ ب ت Everything You Need to Know About Lymphoma, , “www.healthline.com”, Retrieved in 31-01-2019, Edited
  3. ^ أ ب Lymphoma, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 31-01-2019, Edited
  4. Survival Rates for Hodgkin Lymphoma By Stage, , “www.cancer.org”, Retrieved in 31-01-2019, Edited

 

الشفاء, الغدد, الليمفاوية, سرطان, من, نسبة
السرطان

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *