أسباب نقص الأكسجين في الدم

أسباب نقص الأكسجين في الدم

الأكسجين

تتمثل الوظيفة الأساسية للجهاز التنفسي في توصيل الأكسجين لأنحاء الجسم المختلفة والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، إذ يدخل الأكسجين الذي يتمّ استنشاقه إلى الرئتين ومن ثمّ الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية، أمّا ثاني أكسيد الكربون فإنّه ينتقل من الدم إلى الحويصلات الهوائية ثم خارج الرئتين، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الدم المؤكسج ينتقل من الرئتين إلى الجانب الأيسر من القلب بحيث يتمّ ضخ الدم إلى بقية الجسم، ومن ثمّ يعود الدم الفقير بالأكسجين والغني بثاني أكسيد الكربون إلى الجانب الأيمن من القلب، ومن ثمّ يتمّ ضخّ الدم عبر الشريان الرئويّ إلى الرئتين، وهذا بحدّ ذاته يُساهم في توفير الأكسجين للخلايا، وسيدور الحديث في هذا المقال حول أسباب نقص الأكسجين في الدم.[١]

أنواع نقص الأكسجين

قبل بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم وأسبابه وأعراضه وتشخيصه وطرق علاجه لا بُدّ من الإشارة إلى وجود العديد من أنواع نقص الأكسجين التي قد يعاني منها المريض، ويُمكن بيان هذه الأنواع بشكل عام على النحو الآتي:[٢] 

  • نقص التأكسُج بنقص الأكسجين: تتمثل هذه الحالة بعدم حصول الأنسجة على كميات كافية من الأكسجين نظرًا لعدم وجود كميات كافية منه في الدم، وقد تُعزى هذه الحالة إلى عدم كفاية التنفس بالإضافة إلى أسباب أخرى.
  • نقص الأكسجين المرتبط بفقر الدم: تتمثل الإصابة بفقر الدم انخفاض مستويات الهيموجلوبين ممّا يؤدي إلى انخفاض قدرة الدم على حمل الأكسجين، وبالتالي تقل كمية الأكسجين المتاحة للأنسجة.
  • نقص الأكسجين الراكد: يحدث هذا النوع من نقص الأكسجين بسبب عدم كفاية تدفق الدم، مما يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين المتاحة للأنسجة.
  • نقص الأكسجين النسيجي: وسيتم توضيح هذا النوع لاحقًا خلال المقال.
  • نقص الأكسجين الأيضي: تتمثل هذه الحالة بزيادة حاجة الأنسجة للأكسجين بصورة أكبر من المُعتاد، إذ قد يتمّ امتصاص الأكسجين ونقله واستخدامه بشكلٍ صحيح بواسطة الأنسجة، ولكنّه يبقى غير كافٍ نظرًا لوجود حالة مُعينة ترفع الأيض في جسم الإنسان، وقد يُعزى ذلك إلى تسمّم الدم في بعض الحالات.

نقص الأكسجين في الدم

قبل بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ نقص الأكسجين في الدم يتمثل بانخفاض مستوياته في الدم، بحيث يكون أقلّ من المستوى الطبيعي، وتتراوح هذه الحالة من خفيفة إلى شديدة، وقد ينتج نقص الأكسجين في الدم عن مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر إمّا في قدرة القلب على ضخ الدم إلى الرئتين لنقل الأكسجين أو نتيجة اضطراب في وظيفة الرئتين ذاتهما، وسيتمّ بيان ذلك بالتفصيل في هذا المقال،[٣] وتتمثل هذه الحالة سريريًا بانخفاض ضغط الأكسجين الجُزئي ليُصبح أقل من 80 ملليمتر زئبقي، أو انخفاض تشبّع الهيموغلوبين في الدم الشرياني ليُصبح أقل من 95%.[٤]

نقص الأكسجين الواصل للأنسجة

قبل بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم لا بُدّ من توضيح مفهوم نقص الأكسجين الواصل للأنسجة المعروف أيضًا بمصطلح نقص الأكسجين النسيجي؛ إذ تتمثل هذه الحالة باستنشاق كمية كافية من الأكسجين من خلال الرئتين وإيصالها إلى الأنسجة، إلّا أنّ الأنسجة تكون غير قادرة على استخدام الأكسجين المُتاح لها،[٢] وبحسب الدراسات فإنّ هذه الحالة تُعزى إلى انخفاض قدرة الميتوكوندريا على إنتاج مركب الطاقة المعروف بثلاثي فوسفات الأدينوسين نظرًا لوجود خلل في الاستخدام الخلوي للأكسجين، ويُعزى ذلك إلى العديد من العوامل والمُسببات؛ ومنها التسمم بالسيانيد.[٥]

أنواع نقص الأكسجين في الدم

قبل بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم، يُشار إلى أنّ هُناك العديد من أنواع نقص الأكسجين في الدم، ويُشار إلى أنّ النوع يعتمد على الآلية التي يتمّ من خلالها تقليل مستويات الأكسجين في الدم، وبشكلٍ عامّ يُمكن بيان أنواع نقص الأكسجين في الدم على النّحو الآتي:[٦]

  • اضطراب عمليتيّ التهوية والإرواء: يُشير مصطلح التهوية إلى إمدادات الأكسجين في الرئتين، بينما يُشير الإرواء إلى إمدادات الدم إلى الرئتين، ويُعتبر اضطراب عمليتي التهوية والإرواء من أنواع نقص الأكسجين في الدم الأكثر شيوعًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمليتيّ التهوية والإرواء يُقاسان بنسبة يُطلق عليها نسبة تُسمّى نسبة (V/Q)، وتجدر الإشارة إلى اعتبار الأمر طبيعي في حال وجود درجة عدم تطابق بسيطة، ولكن إذا أصبح عدم التطابق كبيرًا أي كانت النسبة بينهما كبيرة فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل، ويُعزى عدم التطابق أو الاضطراب في عمليتيّ التهوية والإرواء إلى سببين رئيسيين؛ ألا وهما حصول الرئتين على كمية كافية من الأكسجين لكن لا يوجد تدفق دم مناسب، أو نتيجة تدفق الدم إلى الرئتين ولكن عدم وجود كميات أكسجين كافية.
  • حدوث تحويلة: عادة ما يدخل الدم غير المؤكسج إلى الجانب الأيمن من القلب وينتقل إلى الرئتين ليمتلأ بالأكسجين، ثم ينتقل الدم إلى الجانب الأيسر من القلب ليتم توزيعه على بقية أنحاء الجسم، إلّا أنّه وفي حال وجود تحويلة فإنّ هذا النوع من نقص الأكسجة يتمثل بدخول الدم إلى الجانب الأيسر من القلب دون أن يكون مؤكسجًا من الرئتين.
  • ضعف الانتشار: عندما يدخل الأكسجين إلى الرئتين فإنّه يملأ أكياس صغيرة يُطلق عليها مصطلح الحويصلات الهوائية، ويُشار إلى أنّ الأوعية الدموية الصغيرة المعروفة بالشعيرات الدموية تُحيط الحويصلات الهوائية بحيث ينتشر الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الدم عبر الشعيرات الدموية، إلّا أنّه في حالة ضعف الانتشار فإنّ هذا النوع من نقص الأكسجة يتمثل بضعف انتشار الأكسجين في مجرى الدم.
  • نقص التهوية: يحدث نقص التهوية عند الحصول على الأكسجين بمعدل بطيء، وهذا بحدّ ذاته يؤدي إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم وانخفاض مستويات الأكسجين.
  • انخفاض الأكسجين في الوسط البيئي المُحيط بالشخص: يحدث هذا النوع من نقص الأكسجين عادةً في المناطق المرتفعة، إذ إنّ الأكسجين المُتاح في الهواء يتناقص مع زيادة الارتفاع عن مستوى الأرض، لذلك فإنّ التنفس عن ارتفاعات عالية يزوّد الشخص بمستويات من الأكسجين أقلّ مقارنة بمستوى الأكسجين بالهواء عند مستوى سطح البحر.

أسباب نقص الأكسجين في الدم

في سياق الحديث عن أسباب نقص الأكسجين في الدم يُشار إلى وجود العديد من العوامل اللازمة لتزويد خلايا وأنسجة الجسم بالأكسجين بشكلٍ مستمر؛ ويتمثل ذلك بوجود كميات كافية من الأكسجين في الهواء الذي سيتمّ تنفسه، وامتلاك الرئتين القدرة على استنشاق الهواء الذي يحتوي على الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون عبر الزفير، إضافة إلى امتلاك مجرى الدم القدرة على توزيع الدم على الرئتين، وأخذ الأكسجين ونقله في جميع أنحاء الجسم، وبالتالي فإنّ وجود أيّ خلل في أي من هذه العوامل يؤثر في كمية الأكسجين في الجسم ممّا يتسبّب بالمُعاناة من نقص الأكسجين في الدم.[٧]

أسباب نقص الأكسجين في الدم العامة

عند بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم لا بُدّ من الإشارة إلى وجود مجموعة مُسببات شائعة لها القدرة في زيادة نسبة المُعاناة من هذه الحالة، ويُمكن بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم الأكثر شيوعًا على النّحو الآتي:[٧]

  • فقر دم.
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • الربو.
  • عيوب القلب الخلقية عند الأطفال.
  • أمراض القلب الخلقية عند البالغين.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • النفاخ الرئوي.
  • داء الرئة الخلالي.
  • استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل بعض الأدوية المخدرة أو المخدرات الناركوتية.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الاسترواح الصدري.
  • الوذمة الرئوية.
  • الانسداد الرئوي.
  • التليف الرئوي.
  • توقف التنفس أثناء النوم.

أسباب نقص الأكسجين في الدم عند الأطفال حديثي الولادة

بعد بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة قد تحدث في أيّ عمر؛ بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ إصابة الأطفال حديثي الولادة بنقص الأكسجين تُمثل السبب الأكثر شيوعًا لحدوث الوفاة والعجز؛ وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة باستمرار الضعف الحركي، الحسي، والإدراكي، وتجدر الإشارة إلى أنّ تقنيات العناية المركزة تمّ تحسينها بما يُساعد على زيادة احتمالية هؤلاء المرضى بالبقاء على قيد الحياة ولكنّها لم تتمكّن من منع تطوّر الاضطرابات العصبية، كما أنّ احتمالية دخول المستشفى على إثر ذلك في المستقبل تبقى واردة، وتجدر الإشارة إلى أنّ إجراء التدخلات الوقائية أو الوقائية العصبية المبكرة لديها القدرة على إنقاذ تطوّر الدماغ لدى الطفل حديث الولادة، كما أنّ التدخل العلاجي المُرخّص متوفر حاليًا للاستخدام في البلدان المتقدمة.[٨]

أعراض نقص الأكسجين في الدم

بعد بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تكون مُصاحبة لمجموعة من العلامات والأعراض التي تدل على انخفاض مستوى الأكسجين بالدم أو الواصل للأنسجة، والتي قد تختلف من شخص إلى آخر، ويُمكن بيان أبرز أعراض نقص الأكسجين في الدم على النّحو الآتي:[٩]

تشخيص نقص الأكسجين في الدم

بعد توضيح أسباب نقص الأكسجين في الدم تجدر الإشارة إلى ضرورة تشخيص هذه الحالة والتأكد من الإصابة بها قبل البدء بالعلاج، ويُمكن إجراء التشخيص عبر إخضاع الشخص للفحص الجسدي بهدف الكشف عن القلب والرئتين، إذ إنّ وجود اضطراب في أيّ منها قد يكون سبب في انخفاض الأكسجين في الدم، ويُمكن الاستدلال على ذلك من خلال ملاحظة لون البشرة، أو الشفتين، أو الأظافر، فإنّ تغيّر لونها إلى الأزرق قد يرتبط بأسباب نقص الأكسجين في الدم، وتجدر الإشارة إلى استخدام الأطباء عدّة اختبارات لفحص مستويات الأكسجين في الدم، ومنها: قياس التأكسج، واختبار غازات الدم الشرياني، وفحوصات التنفس الأخرى.[١٠]

علاج نقص الأكسجين في الدم

بعد توضيح أسباب نقص الأكسجين في الدم وعند الحديث عن علاج هذه الحالة يُشار إلى أنّ العلاج يتمثل بإعطاء المريض أكسجين إضافي في أسرع وقت ممكن؛ خاصةً إذا ثَبت وجود نقص في الأكسجين في الأنسجة الدماغية أو في سبيل علاج المُسبب الرئيسي الذي أدّى إلى المُعاناة من نقص الأكسجين، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من المرضى سيستجيبون للأكسجين الإضافي المُعطى لهم عن طريق القناة الأنفية، ويُشار إلى أنّه كلما كان الوصول لمستويات الأكسجين الطبيعية أسرع كلما كانت النتائج أفضل، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الوقت أمر مهمّ في هذه الحالة نظرًا لأنّ نقص أكسجين الدماغ من شأنه أن يتمّ في غضون دقائق قليلة لدى العديد من المرضى بحيث قد يصعُب عكس هذه الحالة والسيطرة عليها.[١١]

يُمكن السيطرة على حالة بعض المرضى عن طريق إخضاعهم للمعالجة في غرفة الضغط العالي والتي تعمل على زيادة تركيز الأكسجين في الدم؛ وقد يُلجأ لذلك في حالات التسمم بأول أكسيد الكربون، بينما قد يحتاج مرضى آخرين إلى التهوية الميكانيكية بالأكسجين المتوفر بتراكيز أعلى من تلك الموجودة في الغلاف الجوي في العادة، وقد يحتاج آخرون؛ مثل متسلقي الجبال أو مسافري شركات الطيران إلى أكسجين إضافي توفره أقنعة الأكسجين بما يُمكّنهم من الوصول إلى مستويات أقل حيثُ تكون تراكيز الأكسجين أقرب إلى المستويات الطبيعية، وبالرغم من ذلك يتوجّب الأمر توخي الحذر عند إعطاء الأكسجين لأنه قد يكون سامًا للأنسجة إذا تم استخدامه بإفراط؛ فقد يتسبّب بحدوث الدوار، والتغييرات السلوكية، وتغيّرات أخرى مؤثرة في الجهاز العصبي المركزي؛ مثل النوبات أو تلف الأنسجة.[١١]

العلاجات المنزلية لنقص الأكسجين في الدم

بعد بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم وعلاجه بالتفصيل وكما ذكرنا سابقًا فإنّ علاج هذه الحالة يتمّ في المستشفى وعلى أيدي مُختصين، ولا يُمكن تحقيق السيطرة التامّة على هذه الحالة في المنزل، ولكن تتوافر العديد من الإرشادات والنصائح التي يُمكن اتباعها في سبيل منع تطوّر هذه الحالة مرة أخرى، إضافة إلى زيادة مستويات الأكسجين في الدم، ويُمكن بيان أبرزها على النّحو الآتي:[١٢]

  • ممارسة تمارين التنفس العميق.
  • ممارسة رياضات خفيفة؛ مثل المشي أو اليوغا.
  • اتباع نظام غذائي صحي.نظام غذائي صحي
  • شرب كميات كبيرة من الماء.
  • الاقلاع عن التدخين.

مضاعفات نقص الأكسجين في الدم

بعد بيان أسباب نقص الأكسجين في الدم بالتفصيل تجدر الإشارة إلى احتمالية تطوّر المضاعفات المُترتبة على نقص الأكسجين في الدم، إذ إنّ عدم احتواء الدم على كمية كافية من الأكسجين يحول دون قدرته على إيصال كمية كافية من الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة التي تحتاجها، وهذا بحدّ ذاته قد يودي بحياة المُصاب، أو قد يكون ذو ضرر شديد إذ استمر على المدى القصير، أمّا في حال استمرار ذلك لفترة طويلة من الزمن فقد يؤثر في القلب أو الدماغ.[١٣]

حالات تستدعي استشارة الطبيب

بعد توضيح أسباب نقص الأكسجين في الدم تجدر الإشارة إلى أنّ نقص الأكسجين في الدم قد يُشكّل حالة تُهدّد حياة الإنسان، وعليه فإنّ المُعاناة من الأعراض التي قد تدلّ على الإصابة بهذه الحالة تستلزم طلب الرعاية الطبية الطارئة على الفور، أمّا في الحالات التي يلحظ فيها المريض أو ذويه حدوث المزيد من نوبات ضيق التنفس أثناء الراحة، أو بعد ممارسة التمارين، أو بذل المجهود، أو أثناء النوم فيتطلب الأمر تحديد موعد مع الطبيب في سبيل السيطرة على هذه الحالة وتخفيف الأعراض.[١٤]

فيديو عن أسباب نقص الأكسجين

في هذا الفيديو يتحدث استشاري الأمراض الصدرية الدكتور عبد الرحمن العناني عن أسباب نقص الأكسجين.[١٥]