أعراض التهاب العصب الخامس

أعراض التهاب العصب الخامس

التهاب العصب الخامس

إنّ التهاب العصب الخامس -أو ما يُعرف بالعصب مثلّث التوائم Trigeminal- هو الألم الذي يحصل عند أذية أو إصابة العصب الخامس، والذي يحمل الإشارات الحسية من الوجه إلى الدماغ، وعند وجود هذه الحالة، فإنّ الإحساس الخفيف للغاية في الوجه -كتفريش الأسنان على سبيل المثال- يمكن أن يحرّض الألم الشديد المرتبط بهذا العصب، كما من الممكن أن يشعر المُصاب ببعض الهجمات الخفيفة القصيرة التي تأتي من تلقاء نفسها، ولكنّ الأمر يتطور فيما بعد لتصبح أعراض التهاب العصب الخامس شديدة للغاية، وعادة ما تصيب هذه الحالة النساء قبل الرجال، وهي تحدث عند من هم فوق سنّ الخمسين في معظم الأحيان، وهناك العديد من الخيارات التي تُستخدم لتحسين أعراض هذه المشكلة وعلاجها. [١]

أعراض التهاب العصب الخامس

إنّ هجمة أعراض التهاب العصب الخامس يمكن أن تتظاهر في البداية بإحساس خدر أو تنميل في الوجه، ويحدث الألم عادة على شكل دفعات متقطّعة تدوم من عدّة ثوانٍ إلى دقيقتين، وتستمر هذه الهجمات بزيادة تواترها مع مرور الزمن لتصبح تقريبًا مستمرّة، وتتظاهر الهجمات لفترات أسابيع أو أشهر، ثمّ تأتي فترة من الراحة يمكن أن تصل إلى عام كامل أو أكثر، وهذا الأمر يختلف من مريض إلى آخر، وتتضمّن أعراض التهاب العصب الخامس الأخرى ما يأتي: [٢]

  • هجمات من الألم الطاعن والحاد في الخدّ أو الفكّ، والتي يمكن أن يشعر بها المريض على أنّها تيار كهربائي يسير في المنطقة.
  • هجمات من الألم يتمّ تحريضها عن طريق أيّ جسم يلمس الوجه أو الأسنان، ولذلك فمن الممكن أن يتم تحريض أعراض التهاب العصب الخامس عند الحلاقة أو تطبيق المكياج أو تفريش الأسنان، أو حتّى تناول الطعام والشراب أو التعرّض لنسمة هوائية خفيفة أو الكلام.
  • فترات من الراحة بين الهجمات.
  • القلق من فكرة عودة هجمة الألم مرّة أخرى.

كما أنّه من الممكن أن تتظاهر أعراض التهاب العصب الخامس بعدّة أشكال يمكن أن تختلف بين مريض وآخر، فقد تتظاهر بواحد من الأشكال الآتية أو أكثر: [١]

  • هجمات من الألم الشديد جدًا والطاعن.
  • سورات من الألم تستمرّ لعدّة ثوان أو دقائق.
  • فترات من تعدّد هجمات الألم لتستمر لأيام أو أسابيع أو أشهر أو أكثر.
  • الألم المستمر والحارق والذي يمكن أن يشعر به المريض قبل بدء هجمة الألم المعهودة.
  • الألم في المناطق التي يعصّبها العصب مثلث التوائم، والتي تتضمّن الخد والفك السفلي والأسنان واللثة والشفتان وبشكل أقل العينان والجبهة.
  • الألم الذي يصيب جهة واحدة من الوجه في كلّ مرة، ومن النادر أن يصيب جهتين من الوجه.
  • الألم المتوضّع في نقطة واحدة والذي ينتشر منها إلى عدّة مناطق.
  • زيادة تواتر وشدّة هجمات الألم مع مرور الوقت.

أسباب التهاب العصب الخامس

إنّ السبب الرئيس المؤدّي لحدوث أعراض التهاب العصب الخامس هو الأوعية الدموية التي تضغط على الجذر العصبي للعصب مثلث التوائم، فهذا يجعل من الأحاسيس التي تصل بشكل طبيعي للعصب أكبر بكثير ممّا هي عليه في الحالة الطبيعية، ولكن من الممكن أن يحدث هذا الألم نتيجة لورم ضاغط أو للتصلّب المتعدد MS، وبذلك تتضمّن أسباب التهاب العصب مثلث التوائم ما يأتي: [٣]

  • التصلّب المتعدد: وهذا المرض ينتج عن زوال الميلانين من العصب، وعادة ما يتظاهر التهاب العصب الخامس في المراحل المتقدّمة من التصلب المتعدد.
  • ضغط الجذر العصبي: كما يحدث في حالة التشكّلات الورمية، إلّا أنّ هذا يُعدّ من الأسباب النادرة.
  • الأذية الجسدية: كالأذيات التي تصيب العصب بشكل مباشر نتيجة للعمليات الجراحية والتي تُجرى خلال الإجراءات السنِّية، أو نتيجة للإنتانات القريبة من المنطقة.
  • القصة العائلية: فالتشكل الوعائي يمكن أن يكون متشابهًا بين أفراد العائلة.

تشخيص التهاب العصب الخامس

ليس هناك من اختبار طبي محدّد يستطيع الطبيب من خلاله تشخيص التهاب العصب الخامس، فالتشخيص عادة ما يعتمد على نوع وموقع الألم والعوامل التي تقوم بتحريض هذا الألم، فعادة ما يقوم الطبيب في البداية بمراجعة القصة السريرية للشخص والقيام بالفحوصات الجسدية المختلفة، وهذا الأمر يتضمن القيام بفحص عصبي كامل يستطيع من خلاله الطبيب معرفة المنطقة الحسية المتأثرة بدقة، ومقارنتها مع أماكن تعصيب العصب مثلث التوائم، وخلال هذا الأمر يقوم الطبيب بلمس مناطق الوجه المختلفة لتحديد المنطقة المصابة.

كما أنّه عادة ما يتم إجراء العديد من الفحوصات والاختبارات لنفي الحالات التي تترافق مع أعراض مشابهة، مثل مرض الصداع العنقودي والألم العصبي التالي للإصابة بالهربس النطاقي، ولذلك يمكن أن يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس، والذي يستطيع أيضًا تحديد مناطق الإصابة بالتصلب المتعدد في حال حدوثها، وتحديد مناطق التشكّلات الورمية بدقّة إن وجدت. [٤]

علاج التهاب العصب الخامس

عادة ما لا تفيد الأدوية التي يتم الحصول عليها بدون وصفة طبية في تسكين الألم، إلّا أنّ هناك العديد من الخيارات العلاجية الحديثة التي يمكن أن تخفّف أو تقضي على الألم بشكل كامل، حيث ينصح الطبيب في حالة التهاب العصب الخامس عادة بالخيارات العلاجية الآتية: [٢]

  • الأدوية: كالأدوية المستخدمة في علاج حالات الصرع، مثل الكاربامازيبين والجابابينتين وغيرهما، ومن الضروري التواصل مع طبيب العصبية باستمرار عند تناول هذه الأدوية لتحديد الأنسب قبل الالتزام بها، وذلك لتخفيف الآثار الجانبية قدر الإمكان.
  • الجراحة: يمكن للخيارات العلاجية المختلفة أن تُساعد في السيطرة على أعراض التهاب العصب الخامس، وتتضمّن هذه الخيارات الجراحية ما يأتي:
    • بضع الجذور: أو إزالة الجذور العصبية المؤلمة، والتي تُجرى تحت التخدير العام في غرفة العمليات، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل عبر الخد إلى المنطقة المتأذية في الجهة المطلوبة وحقن مواد كيميائية أو تطبيق إشارة كهربائية تتسبّب بقتل الخلايا العصبية المحدثة للأعراض.
    • الجراحة الإشعاعية التجسيمية: والتي تتضمّن تطبيق شعاع دقيق للغاية وفائق التركيز على منطقة العصب مثلث التوائم لإزالة الألم الحاصل.
    • جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية الصغيرة:وتُعدّ هذه الجراحة الخيار العلاجي الأطول تأثيرًا من بين خيارات علاج التهاب العصب الخامس، ومن الممكن أن تكون مفيدة عن المرضى ذوي الصحة الجيدة والذي يستطيعون الخضوع للتخدير العام، ومن ثمّ الانتظار لأربعة أو ستّة أسابيع ضمن فترة الشفاء، حيث يصل الجراح إلى المنطقة المطلوبة بشكل مباشر عبر إزالة جزء من الجمجمة، ويضع وسادة صغيرة بين الأوعية الدموية المسبّبة للمشكلة والعصب الخامس، وتفيد هذه العملية في التخلص من الألم عند حوالي ثلثي المرضى.

فيديو عن أعراض مشاكل العصب الخامس وطرق تشخيصها

في هذا الفيديو يتحدث استشاري جراحة الدماغ والأعصاب والعمودي الفقري الدكتورعلي الجمال عن أعراض مشاكل العصب الخامس وطرق تشخيصها.[٥]