أعراض مرض الأعصاب النفسي

أعراض مرض الأعصاب النفسي

مرض الأعصاب النفسي

مرض الأعصاب النفسي أو ما يعرف بالعصاب، هو فئة من الاضطرابات النفسية الوظيفية التي تنطوي على مرض عصبي ونفسي مزمن ولكن بدون الأعراض التي ترافق الأمراض النفسية عادةً مثل: الهلوسات والتخيلات، ولم يعد هذا المصطلح يستخدم من قبل المجتمع النفسي المهني في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تم استبعاده من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1980، وبالطبع لا ينبغي الخلط بين العصاب والذهان، والذي يشير إلى فقدان التواصل مع الواقع، كما لا ينبغي أن يخلط بين العصاب و اللالعصابية، وهي سمة من السمات الأساسية المقترحة في نظرية السمات الشخصية الخمسة الكبرى.

مرض الأعصاب النفسي عند فرويد

يشير العصاب إلى الاضطرابات النفسية المزعجة التي تحوّل التواصل مع الواقع إلى معاناة حقيقية، وقد لعب هذا المصطلح دورًا مركزيًا في التحليل النفسي الفرويدي، وقد عرّف فرويد العصاب على أنه “سلوكات شخصية أو اضطراب عقلي لا يرجع إلى أي خلل عصبي أو عضوي معروف”، وقد استخدمه فرويد كتصنيف مرجعي لمجموعة من الأعراض ذات الصلة بالمشاكل النفسية المؤلمة، وعلى عكس الذهان، وهي الاضطرابات النفسية التي تشوه الواقع بشدة، فإن العصاب يترك الواقع البدني والنفسي والاجتماعي سليمًا تمامًا، ووفقًا لفرويد فإن العصاب يعكس صراعات عاطفية غير إدراكية سيئة الحل، مما يؤدي إلى تفعيل آليات الدفاع النفسي التي تحاول حماية الشخص من تجربة هذه الصراعات بإدراك، ولكنها بالمقابل تؤدي إلى ظهور الأعراض السلوكية والنفسية المرصودة.[١]

أنواع مرض الأعصاب النفسي

لطالما استخدمت مصطلحات مرض الأعصاب النفسي والعصاب لوصف العديد من الحالات المرضية العقلية والنفسية، ولكن مع تقدم هذا المجال الطبي تم تحديد هذا الأمراض والمشكلات بشكل أكثر دقة وتفصيلها بوضوح، ومن الأمراض التي كانت تصنف ضمن مرض الأعصاب النفسي ما يأتي:[١]

  • اضطرابات القلق: وهي حالات من الخوف والذعر الشديد وغير المبرر الذي يصيب المريض بسبب حدث طبيعي أو عادي.[٢]
  • الرهاب: هو مجموعة من الاضطرابات التي تولّد لدى المريض مخاوف شديدة بشكل غير طبيعي من أمر طبيعي مثل المرتفعات.[٣]
  • الاضطرابات الوسواسية القهرية: وهي اضطرابات سلوكية يقوم المصاب بها بتنفيذ أعمال متكررة بشكل غير مبرر، مثل التحقق المتكرر مما إذا كانت الأبواب مقفلة، أو أنه قد تم إيقاف تشغيل الفرن، وغسل اليدين المتكرر والقلق الشديد من الجراثيم.[٤]
  • الاضطرابات الهستيرية: وليس المقصود بها ردود الفعل المفرطة التي يظهرها شخص ما نتيجةً لحدث معين، بل هي مجموعة من الاضطرابات الشخصية والتي تشمل ما يأتي:
  1. اضطراب التحويل: وهي مشكلات نفسية تنطوي على معاناة المريض من ألم أو مشكلة جسدية بدون سبب عضوي، ومثال على ذلك اضطراب خدر اليد القفازي، والذي يعاني المصاب به من فقدان تام للإحساس والشعور في اليد بدون أي ضرر واضح في عصب اليد.[٥]
  2. اضطرابات التفكك: وهي حالة من تعدد الشخصيات؛ والتي يفقد المصاب بها الشعور بالحقيقة، إلى درجة الشعور بأن ذراعه أو ساقه صغيرة بشكل غير طبيعي، أو حتى الشعور بأنّ جزءً من جسده غير موجود تمامًا.[٦]
  3. الاضطرابات الصنعية: وهي أعراض جسدية، مثل الدوخة والطفح الجلدي والتقيؤ والحمى وما إلى ذلك، وأعراض نفسية، مثل: الهلوسة وفقدان الذاكرة، والتي تكون تحت سيطرة المصاب.[٧]

النظرية الاجتماعية الحيوية للعصاب

يشير مرض الأعصاب النفسي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل النفسية التي تنطوي على تجارب مستمرة من الآثار السلبية بما في ذلك القلق والحزن أو الاكتئاب والغضب والتهيج والارتباك العقلي، وانخفاض الشعور بقيمة الذات، وما إلى ذلك، وبشكل عام، فإن العصاب يعني ضعف القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بالفرد، وعدم قدرته على تغيير أنماط حياته، وعدم القدرة أيضًا على تطوير شخصية أكثر ثراءً وتعقيدًا وأكثر إرضاءً.

والنقطة الأولى التي يجب ملاحظتها هي أنّ هناك ظروفًا فسيولوجية تمهّد للعصاب، وتكون في معظمها وراثية، ومن هذه الظروف الأكثر وضوحًا هو السمات المزاجية التي يشار إليها باسم العصابية أو عدم الاستقرار العاطفي، كما قد تسهم سمات شخصية أخرى، مثل الوعي الشديد أو المنخفض للغاية أيضًا في ظهور العصاب، في الواقع، إنّ وجود أي سمة شخصية بشكل مفرط لدى شخص ما تجعله أكثر عرضةً للإصابة بأحد اضطرابات مرض الأعصاب النفسي المختلفة.

أما النقطة الثانية فهي أن ثقافة المرء وتربيته وتعليمه وتعلُّمه بشكل عام قد تهيئ المرء للتعامل مع ضغوطات الحياة وأحداثها أو على العكس من ذلك، مما يعني أن هذه العوامل قد تعمل أيضًا على تجاوز أي ظروف فسيولوجية مؤهبة أو أن تفاقمها.

وتتعلق النقطة الثالثة بمثيرات الإجهاد في حياة الناس والتي تؤدي إلى مختلف الأعراض العاطفية والسلوكية والمعرفية، ويمكن فهم هذه الضغوطات على أنها تتكون من حالات من عدم اليقين والارتباك، والتي عادةً ما تنطوي على العلاقات بين الأشخاص، والتي تطغى على قدرات الشخص المكتسبة أو الموروثة للتعامل مع مثل هذه الظروف.[٨]

أعراض مرض الأعصاب النفسية

يتعامل الإنسان بشكل أساسي مع العالم من خلال استخدام المعرفة التي اكتسبها من قبل، بالتناسق مع قدراته الموروثة، لحل المشاكل التي يواجهها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، وعندما يكون الفرد على مستوى المهمة، يتم الحفاظ على استجاباته العاطفية ضمن حدود مقبولة، أما عندما لا يكون على مستوى المهمة، يبدأ الفرد بالشعور بالقلق، والذي قد يتطور إلى استجابات عاطفية أخرى أيضًا، اعتمادًا على تفاصيل المشكلة وسمات الشخص الموروثة وأنماط الاستجابة المكتسبة لديه.

وعند اختبار مناسبات متكررة من التوتر والقلق، يبدأ الإنسان في تطوير أنماط السلوك والإدراك المصممة لتجنب أو تخفيف حدة المشكلة، مثل: اليقظة وسلوك الهروب والتفكير الدفاعي، ومن ثم قد تتطور هذه إلى مجموعة من المواقف التي تنتج عن نفسها القلق والغضب والحزن والعديد من المشاعر السلبية.[٨]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب neurosis, , “www.indiana.edu”, Retrieved in 25-11-2018, Edited
  2. Everything You Need to Know About Anxiety, , “www.healthline.com”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  3. Phobias, , “www.healthline.com”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  4. What is OCD?, , “www.webmd.com”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  5. Conversion Disorder, , “www.healthline.com”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  6. Dissociative disorders, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  7. Factitious Disorders, , “www.webmd.com”, Retrieved in 29-11-2018, Edited
  8. ^ أ ب A Bio-Social Theory of Neurosis, Dr.C.George Boeree, Shippensburg University, Retrieved in 25-11-2018, Edited

 

أعراض, الأعصاب, النفسي, مرض
أمراض الجهاز العصبي

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *