ما هو تكيس المبايض وعلاجه

ما هو تكيس المبايض وعلاجه

تكيس المبايض

تُعدّ متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) من المشاكل الصحية الشائعة، إذ تُقدر نسبة النساء اللاتي في عمر الإنجاب والمصابات بمتلازمة تكيس المبايض ما يُقارب 7-10%، وهناك ما يُقدر بخمسة إلى ستة ملايين امرأة تعيش في الولايات المتحدة الأميكية تُعاني من متلازمة تكيس المبايض، وفي الحقيقة تتمثل هذه المتلازمة بتكون أكياس صغيرة غير مؤلمة على المبيضين، ممّا يتسبب بمعاناة المرأة من بعض الأعراض والعلامات، والتي غالباً ما تتمثل بعدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى غيابها، وظهور حب الشباب، وزيادة الوزن، وزيادة نمو الشعر على الوجه والجسم، وتساقط شعر الرأس، بالإضافة إلى أنّ متلازمة تكيس المبايض تُعدّ أكثر العوامل تسبّباً بحدوث العقم، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه المتلازمة تؤثر في عمليات الأيض أيضاً وهي بذلك تُحدث اضطرابات في أكثر من عضو في الجسم.[١]

علاج تكيس المبايض

يمكن تصنيف علاج تكيس المبايض إلى مجموعتين رئيسيتين، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]

تعديلات نمط الحياة

هناك بعض التعديلات التي يمكن إجراؤها على نمط الحياة للسيطرة على متلازمة تكيس المبايض، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[٢]

  • إنقاص الوزن في حال المعاناة من زيادة الوزن أو السمنة: فقد وُجد أنّ إنقاص ما مقداره 5-10% من الوزن في حال المعاناة من زيادة الوزن يُحدث تأثيرات إيجابية للغاية في حالات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وذلك لأنّ إنقاص الوزن الزائد يُحسن من استجابة الجسم للإنسولين، فكما هو معروف تُعاني أغلب النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الجسم للإنسولين، وعليه فإنّ تحسين استجابة خلايا الجسم للإنسولين يساعد على تنظيم الدورة الشهرية، والسيطرة على الأعراض الأخرى التي تُعاني منها النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مثل نموّ الشعر الزائد وظهور حب الشباب. وتجدر الإشارة إلى أنّ إنقاص الوزن هو الخطوة الأولى للمساعدة على الحمل في الحالات التي تُخطط فيها المرأة المصابة بتكيس المبايض للحمل، إذ إنّ إنقاص الوزن يساعد على تنظيم الإباضة بالإضافة إلى تحسين استجابة الجسم للعلاجات التي تُعطى للمساعدة على الإنجاب.
  • زيادة سرعة عمليات الأيض: وذلك لأنّ زيادة سرعة معدل الأيض يساعد على التحكم بالوزن وإنقاصه في حال زيادته، وهذا بدوره يؤثر بشكل إيجابي في الصحة عامة وبمتلازمة تكيس المبايض على وجه الخصوص كما بيّنّا، ويجدر التنبيه إلى أنه يمكن زيادة سرعة عمليات الأيض بزيادة النشاط البدنيّ، إذ يثنصح بممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة بما يُعادل ثلاثين دقيقة خمس مرات في الأسبوع، ومن الجدير بالذكر أنّ زيادة سرعة عمليات الأيض تساعد على إنقاص الوزن خاصة في منطقة البطن وهذا ما يُفيد بشكل كبير المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
  • السيطرة على التوتر: فقد وُجد أنّ النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يُعانين من الاكتئاب والقلق بشكل كبير للغاية مقارنة بالنساء غير المصابات، وهذا بدوره يتمثل بمعاناتهنّ من تقلبات المزاج، وعليه فإنّ الاسترخاء والسيطرة على التوتر أمر لا بُدّ منه في حالات تكيس المبايض.

العلاجات الدوائية

في الحقيقة قد يكون إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة كما هو مذكور أعلاه كفيل بالسيطرة على الأعراض التي تُعاني منها النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن هناك بعض الحالات التي تُعاني فيها المرأة من مشاكل أشد وظأة كالعقم أو ارتفاع مستوى كوليسترول الدم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وعندها يكون التدخل الطبي باللجوء للخيارات الدوائية أمراً واجباً، ومن هذه الخيارات الدوائية نذكر ما يأتي:[٢]

  • حبوب منع الحمل المركّبة: (بالإنجليزية: Combination birth control pills)، وعلى الرغم من أهمية هذه الأدوية وفائدتها في السيطرة على أعراض تكيس المبايض، إلا أنّها غير قادرة على إعادة الإباضة لوضعها الطبيعيّ، ولكن بإعطائها يمكن تقليل مستوى هرمونات الأندروجين الذكرية والتي تتسبب بزيادة نمو الشعر وظهور حب الشباب، وبهذا تتم السيطرة على هذه الأعراض، ومن ناحية أخرى تعمل هذه الحبوب المركبة المحتوية على هرمون الإستروجين والبروجستيرون على تنظيم الدورة الشهرية وهذا بحد ذاته يُقلل من فرصة الإصابة بسرطان بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Cancer).
  • أدوية تُحفّز حساسية الخلايا للإنسولين: ومن هذه الأدوية الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) وبيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، إذ تساعد ههذ الأدوية على السيطرة على مقاومة الخلايا للإنسولين وتقلل نسبة الإنسولين في الدم، وهذا بدوره يُسفر عن تنظيم عمليات الإباضة، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية، ولكن غالباً ما يحتاج الأمر مدة تصل إلى أربعة إلى ستة أشهر لتحقيق النتائج المرجوّة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا العلاج لا يُجدي نفعاً في جميع حالات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • أدوية العقم: يبدأ الطبيب المختص بصرف الدواء المعروف بكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene) لعلاج مشكلة عدم القدرة على الإنجاب في حال الإصابة بتكيس المباي وذلك بعد استثناء الأسباب الأخرى المحتملة للعقم، وفي حال فشل هذا العلاج في تحقيق الهدف المنشود يُلجأ إلى الغونادوتروبينات (Gonadotropins)، وفي حال فشلها يمكن اللجوء لخيار التلقيح الصناعي خارج الجسم (بالإنجليزية: In vitro fertilisation).

مضاعفات تكيس المبايض

هناك بعض المضاعفات التي قد تترتب على إصابة المرأة بتكيس المبايض، ومنها زيادة فرصة معاناتها من مرض السكري وخاصة في النساء اللاتي يُعانين من زيادة الوزن، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية بما فيها السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، والنوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack)، وكذلك تزدا فرصة إصابة المرأة التي تُعاني من تكيس المبايض بسرطان بطانة الرحم واضطرابات مستويات الكوليسترول والدهون في الجسم.[٣]

المراجع

  1. “Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)”, www.hormone.org, Retrieved June 4, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت “How Is Polycystic Ovary Syndrome (PCOS) Treated?”, www.endocrineweb.com, Retrieved June 4, 2018. Edited.
  3. “Polycystic ovarian syndrome (PCOS)”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved June 4, 2018. Edited.